ذكر شهود العيان أن الشرطة الإيرانية استخدمت الهراوات والغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق حوالي ألفي متظاهر تجمعوا بعد ظهر يوم السبت أمام جامعة طهران القريبة من ساحة انقلاب ، حيث حظرت السلطات قيام مظاهرة للمعارضة. وأوضح الشهود أن الشرطة انهالت بالضرب على المتظاهرين ، وأطلقت باتجاههم الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم. وقال أحد الشهود إن : "ما بين ألف إلى ألفي متظاهر موجودون حاليا أمام جامعة طهران , والشرطة تستخدم خراطيم المياه لتفريقهم". وقال شاهد آخر إن : "شرطة مكافحة الشغب تمنع الناس من الوصول الى ساحة الإنقلاب وتطوقهم على الأرصفة وتنهال عليهم بالضرب". وأوضح شاهد آخر أن عددا من عناصر ميليشيا الباسيج الإسلامية انتشروا في محيط الساحة التي دعت المعارضة إلى التظاهر فيها احتجاجا على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. وقال شاهد آخر إن الاف المتظاهرين تجمعوا قرب ساحة أزادي التي تبعد حوالي أربعة كيلومترات عن ساحة انقلاب ، مؤكدا حصول صدامات بينهم وبين الشرطة. وقال آخر إن مجموعة من المتظاهرين الموالين للرئيس محمود أحمدي نجاد تجمعوا أيضا أمام الجامعة رافعين لافتات كتب عليها : "هل نوايا هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" سليمة؟" و"كيف تجرؤون على مخالفة القوانين"؟ ومنعت السلطات الإيرانية وسائل الإعلام الأجنبية من تغطية المظاهرات غير المرخص لها وكل الأنشطة غير الواردة على "برنامج" وزارة الثقافة. وكانت الشرطة قد حذرت من أنها ستتعامل بحزم مع أي حركة احتجاجية على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. وأعلن أحمد رضا رضان نائب رئيس الشرطة الإيرانية للتليفزيون الرسمي يوم السبت أن : "الشرطة ستتعامل بحزم مع أي تظاهرة او حركة احتجاجية غير شرعية" , وأضاف : "أولئك الذين يعتزمون إنزال الناس إلى الشارع وخداع الناس عبر التأكيد لهم أن هناك ترخيصا ، سُيلاحقون أمام القانون وسيعتقلون". وكانت جمعية العلماء المجاهدين "روحانيون مبارز" التي تقدمت بطلب ترخيص لهذه التظاهرة قد أعلنت إلغاءها يوم السبت , وقالت في بيان نشره التليفزيون على موقعه الإليكتروني : "تم التقدم بطلب ترخيص لإجراء مظاهرة ولكن بما أنه لم يتم الترخيص لها لن تكون هناك مظاهرة". غير أن أنصار المرشح المحافظ المعتدل مير حسين موسوي - الذي حل ثانيا في الانتخابات وطعن بهذه النتيجة - لم يعلنوا ما إذا كانوا سيمضون في المظاهرة أم لا , ومن المقرر أن يُلقي موسوي خطابا إلى الشعب الإيراني بعد الظهر. وفي توقيت متزامن لهذه الأحداث ، أعلن نائب قائد الشرطة الإيرانية حسين ساجدينيا أن ما وصفه ب"عنصر إرهابي" فجر نفسه بعد ظهر السبت في ضريح الإمام الخميني في طهران ، مما أسفر عن جرح أحد زواره ، فضلا عن مقتل الانتحاري ، بحسب ما ذكرته وكالتا فارس ومهر للأنباء.