أزمة مياه الشرب وتلوثها تعدت في محافظة المنيا قضية التلوث والتسمم فقط ، فقد وصل الأمر إلى الإصابة بأمراض خطيرة ومزمنة تؤدى إلى الوفاة ، وهو ما كشفة بحث جامعي عن تلوث مياه الشرب وأثرها على أهالى قرية قزمان وتوابعها من عزب رحمي والقاضي وهدى شعراوي ، بمركز المنيا أكد البحث مقتل أكثر من 38 شابا في مقتبل الحياة، بعد إصابتهم بفيروس «سى» والفشل الكلوي العام الماضي، فقط بالإضافة إلى معاناة 6 آلاف مصاب بالفشل الكلوي ويخضعون للعلاج حتى أن هناك تلميذ بالصف الثالث الابتدائي وصفها بمقبرة ضحايا الصرف الصحي ومياه الشرب الملوثة .
المفاجأة كانت في بحث للطالب زين العابدين محمود ، طالب بنهائي طب ، قدمه لقصر ثقافة المنيا في مسابقة عن فقر القرى ، وتقرير مياه الشرب الملوثة .
والمشكلة كما رصدتها " الشروق " ليست في موقع القرية والتي تقع على الطريق الزراعي السريع وهو موقع متميز يسهل الوصول إليها في اى وقت وبأى وسيلة مواصلات ، ولكن المشكلة تكمن في إهمال المسئولين ونظرتهم للبسطاء المقيمون بهذه القرى والعزب التابعة ، فقد أكد الدكتور أحمد أبو الفضل ، أستاذ أمراض الكبد الوبائى بكلية الطب جامعة المنيا ، أنه اضطر لعمل بحث متكامل عن هذه القرية وتدريسه لطلابه كبؤرة انتشار خطيرة لمرض الفشل الكلوي والإصابة بفيروس سى بسبب تلوث مياه الشرب.
فالمأساة كما يسردها البحث بدأت بوفاة شخصين كل شهر إى بمعدل شاب كل 15 يوم، بعد أن تمكن المرض من حوالي 70 % من سكان هذه القرية والبالغ عددهم 12 ألف مواطن.