ربما كان «سلاح التلميذ» هو الوصف المناسب لبعض البرامج التليفزيونية الصاخبة المخصصة لانتخابات الرئاسة.. أسئلة حول البرنامج والملفات ومواقف افتراضية، موجودة اجاباتها النموذجية فى سلاح التلميذ، ومن يحسن الإجابة عليها يمر، والجميع يمرون، ويرتدى بعضهم أقنعة، دون اشتباك على الاغلب يتوجه لسيرة حياة المرشح. من هنا تبرز قيمة دعوة «الشروق» لمقالات تتعلق بالسيرة الذاتية والجوانب الانسانية والمسكوت عنها فى صخب أسئلة الامتحانات.
●●●
يتميز الحريرى بالشجاعة والاستقامة ووضوح الخطاب وهو ما مكنه من مواجهة محاولات الهيمنة الاخوانية على الدولة والمجتمع.. وكشف انحرافات المجلس العسكرى فى إدارة المرحلة الانتقالية.
وهو صاحب مقولات شهيرة سريعة النفاذ مثل (لا يمكن لشيخ منصر أن يأتى معه للحكم بأولياء الله الصالحين) فى وصف مجلس مبارك.. و(أن الوحى انقطع بعد وفاة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.. ولا يجوز لتيار سياسى أن يقدم نفسه كممثل للاسلام!) فى وصف الاخوان.
هذه الشجاعة ليست غريبة على تاريخ مرشح العمال الذى ظفر بثقة الشعب فى 4 دورات برلمانية، تصدى فيها بجسارة لأساطين الاستبداد والفساد باستجوابات وطلبات احاطة أشهرها ضد أحمد عز، كما شارك فى أنشطة لجماعات التغيير طالت مبارك وجمال وعملية نهب مصر ومشروع التوريث وسياسات التبعية.. دفاعا عن مصالح الفقراء وحقوق العمال والفلاحين.. ودفاعا عن الحريات.
بعد سنوات قليلة من رحلته من المحلة الكبرى للاسكندرية إثر تلقفه فرصة عمل فى الشركة الاهلية للنسيج، وقف الحريرى على باب المصنع يمسح الاحذية، بعد فصله لنشاطه النقابى وكشفه لفساد الادارة.. استفز المشهد زملاءه فثاروا فتراجعت الادارة، وفصلته بعدها عام 76 حيث عاد الى العمل عام 89 بحكم قضائى ليتم فصله مرة أخرى عام 91.
لم يتخل عنه العمال وأهالى الاسكندرية فقد تجاسر العامل المفصول ورشح نفسه عام 76 عن (دائرة كرموز) فى أول انتخابات لمجلس الشعب، تجرى بعد اعلان المنابر (الاحزاب) والتى ترشح لها رئيس الوزراء، ممدوح سالم، متحالفا مع احمد كبارة (عمال) ومع سخونة المعركة الانتخابية تعرض الحريرى لمحاولة إعتداء بالسكين تركت علامات على وجهه.. وانتزع الحريرى مقعد العمال فى نفس دائرة رئيس الوزراء وكان أصغر عضو ببرلمان 76 الذى حله السادات عام 79 بعد معارضة 16 نائبا بينهم الحريرى لاتفاقية السلام مع اسرائيل.
قدم الى الاسكندرية من المحلة الكبرى حيث ولد بقرية الدواخلية لاب وام يعملان بالزراعة و7 أشقاء كان أحدهم (ابو الخير) فى حاجة ماسة الى كلى لإنقاذ حياته فاصطحبه الحريرى إلى مركز الكلى بالمنصورة وتبرع الحريرى بإحدى كليتيه لشقيقه (أبو الخير) أثناء دراسته اشتغل عاملا زراعيا حتى نال دبلوم النسيج.. وفى الشركة الاهلية وفى فترات الفصل من العمل وأيام السجن حصل على ليسانس الاداب ثم الحقوق.. وتعرض للاعتقال 9 مرات بين عامى 75 و81.. ورغم حصانته البرلمانية تم اعتقاله بسجن القلعة فى 20 يناير سنة 78 وكانت آخر مرات اعتقاله فى مذبحة سبتمبر 81 مع قادة المعارضة المصرية.
●●●
شارك فى قيادة انتفاضة يناير 77 التى أسهمت انتخابات 76 الملتهبة فى حرث تربتها مثلما ساهم فى ثورة 25 يناير وفى تأسيس جماعات التغيير التى مهدت مع حركات الاحتجاج الجماهيرى طريق الثورة.. وكان فى طليعة من اقتحموا الميدان ومن رددوا مع الملايين شعارات (رغيف، حرية، عدالة اجتماعية، وكرامة انسانية)
وينتمى الحريرى لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى الذى ولد من رحم الثورة وهو رئيس الكتلة البرلمانية لتحالف «الثورة مستمرة» قدم للبرلمان، مشروع قانون «العفو الشامل عن المدنيين المحاكمين امام محاكم عسكرية» ومع آخرين «الحريات النقابية» «استقلال العمل الاهلى» و»استقلال القضاء» «والحكم المحلى اللامركزى» « واقتراح بإسقاط ديون الفلاحين.. وغيرها من المشروعات التى تستجيب لشعارات الثورة.