«استرجل واحميها بدل ما تتحرش بيها»، شعار يتبناه عدد من الحملات الشبابية فى محاولة منهم للتصدى لظاهرة التحرش الجنسى التى تتزايد معدلاتها مع كل عيد وخاصة فى مناطق وسط القاهرة. وللمرة الأولى نجحت حملة «كما تدين تدان» فى القبض على اثنين من المتحرشين فى أول أيام عيد الفطر المبارك أمس الأول فى منطقة وسط البلد وتسليمه إلى قوات شرطة قسم «قصر النيل». حيث ذكر القائمون على الحملة، فى صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «النهاردة وبالتعاون ما بين أفراد حملتنا وبين أفراد شرطة قسم قصر النيل قدرنا إننا نسلم 2 من المتحرشين كل على حدة إلى الشرطة وثم نقلهما إلى قسم شرطة قصر النيل».
وأكد أعضاء الحملة أنهم نجحوا بمساعدة الشرطة فى تقليل نسبة التحرش الجنسى التى كانت تشهدها منطقة وسط البد وخاصة شارع طلعت حرب بنسبة 80%، رغم أن الحملة قد بدأت نشاطها منذ 4 شهور فقط، لكنها تحرض على انتشار أعضائها أمام المركز التجارية ودور السينما.
وفى شوارع جامعة الدولة العربية بمنطقة المهندسين، انتشر أعضاء حملة «امسك متحرش فى العيد» التى تتبناه حركة «بنات مصر خط أحمر» بالتعاون مع حركة «بصمة للتوعية المجتمعية»، وقامت بنشر ملصقات لتوعية المارة وأصحاب المحال بأهداف الحملة، لكن أعضاء الحملة واجهوا بعض المضايقات والرفض «يعنى مشاكل البلد خلصت عشان ندور على حل لمشكلة التحرش».
وأكدت إحدى عضوات الحملة، نانسى عمر، أن الحملة مقسمة إلى 4 مجموعات، الأولى مهمتها توثيق حالات التحرش، والثانية للتعامل مع المتحرش، أما الدعم النفسى والمعنوى للضحية والتوعية بخطورة الظاهرة فتقدمه المجموعة الثالثة، وأخيراً فمهمة تحرير المحاضر يقوم بها أعضاء المجموعة الرابعة لتجميع أكبر عدد من المحاضر الرسمية لحالات التحرش واستخدامها ة للضغط على الحكومة لإصدار قانون خاص بالتحرش.
ونوهت عمر أن الحملة تضم متطوعين يتقنون الفنون القتالية مثل الكونغ فو والتايكوندو والمصارعة لمواجهة أى هجوم على أعضاء الحملات أو الفتيات فى الشارع بسبب تحرك المتحرشين فى مجموعات.
ورصدت الحملات عددا من شكاوى الفتيات فى أول أيام العيد، حيث كتبت إحداهن «عايزين نعيَّد فى أمان من غير خوف، بجد مش بنقدر نمشى فى الشارع من المعاكسات والكلام الجارح»، كما انتقدت إحدى المنتقبات «أكتر ناس بتتعرض للتحرش منتقبات».
ولم يخل مترو الأنفاق من المناهضين لانتشار التحرش بشكل واسع وسريع فى المجتمع، حيث تواجد أعضاء حركة «بصمة» على أرصفة محطات المترو وخاصة «الشهداء والعتبة والسادات» تنفيذا لمبادرة «دوريات المترو لمناهضة التحرش» بالتعاون مع «خريطة التحرش الجنسى» لرصد حالات التحرش والقبض على المتحرشين بالتعاون مع قوات الشرطة المتواجدة فى المحطات وتحرير محاضر ضدهم.
«إللى بيتعمله الكفوف.. بيتشال على الرفوف»، و«لا تنظر بشهوة إلى ما لا تملك»، و«إذا أردت أن تتحرش فابحث عن مكان لا يراك الله فيه»، لافتات رفعها أعضاء الحملة خلال وجودهم على أرصفة محطات المترو مساء أمس الأول، يرتدون تيشرتات مميزة تحمل شعار الحملة، لمراقبة ركاب المترو، وفى حال اكتشاف أى حالة تحرش يتم القبض على المتحرش وتسليمه إلى شرطة المترو لتحرير محضر ضده.
وأعلنت منسق تحالف المنظمات النسوية، نيفين عبيد، أن التحالف سيراقب نتائج جميع حملات التصدى للتحرش الجنسى واستخدامها فى الضغط على الحكومة والبرلمان فى إقرار قانون لتجريم التحرش، حيث أعد التحالف بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة مشروع قانون لمناهضة التحرش الجنسى ينص على معاقبة المتحرشين سواء من الرجال أو النساء، بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تجاوز ألف جنيه أو بأحدهما، سواء كان التحرش تم بواسطة المغازلة الكلامية، أو اللمس المقصود، أو من خلال المحادثات التليفونية، أو الرسائل العاطفية.
لكن إسكندرية نجحت فى الحصول على لقب «مدينة خالية من التحرش»، حيث قال منسق حمله «أولاد البلد» لمنع التحرش فى محافظة الاسكندرية، الناشط السياسى كريم محروس، أنهم تمكنوا من تغطية معظم مناطق العاصمة الثانية، فى طريقها لاعلان المدينة بالكامل أول محافظة خالية من التحرش تماماً بانتهاء أيام عيد الفطر المبارك «الجارى».
ولفت محروس ل «الشروق» أن فاعليات الحملة تمركزت هذا العام بمنطقة سموحة، ونجحت فى ضم عشرات من المتطوعين الجدد من الشباب، كما اعتمدت الحملة على أبناء وتجار مناطق محطة الرمل، الابراهيمية، ولوران فى التصدى لحالات التحرش، حيث انضم عدد كبير من أبناء تلك المناطق للحملة منذ انطلاق فاعليتها فى عيد الفطر العام الماضى 2011، وعلى مدار العام قامت الحملة بدعمهم بحملات طرق الأبواب، الملصقات، اللافتات العملاقة وبعض التدريبات الخفيفة على نحو جعلها مناطق آمنة ذاتياً.
