حين القي القبض العام الماضي على جويل كويسبي رودريغز في بار شمال غربي بيرو اعتقد كثير من الناس ان تلك بداية نهاية تجارة العملات المزورة المقدرة بملايين الدولارات. سجن رودريغز واتهم بادارة شبكة اجرام تضم افرادا من عائلته قامت بتهريب كمية ضخمة من النقود المزيفة الى الخارج عام 2009. الا ان عصابة كويسبي رودريغز، كما تسميها الشرطة، تصدرت عناوين الاخبار مرتين هذا العام في 17 يوليو/تموز و1 اغسطس/اب. وبعد عملية استمرت عدة اشهر، قالت الشرطة انها اعتقلت اثنين اخرين من العائلة وصادرت عملات مزيفة تصل الى 7 مليون دولار من بينها يورو وسولس بيروفي. وقال رئيس الشرطة راؤول سالازار وهو يقف بجوار طاولة امتدت عليها طبقات من الاوراق النقدية المطبوعة لتوها ولم تقطع بعد من فئة 50 دولارا: "وجهنا ضربة قاصمة للجريمة المنظمة". ويقول مدير وحدة التحقيقات الجنائية في الشرطة البيروفية سيزار كورتيجو ان اغلب اوراق النقد المزيفة كانت معدة للنقل للخارج بطرق تشبه التي يستخدمها مهربو المخدرات. وقال كورتيجو في مقابلة مع بي بي سي: "وجدناها مغطاة بكراسات تحوي رسوما بيروفية تقليدية للايحاء بانها هدايا تذكارية، ولديهم حاويات لاخفاء الدولارات الملفوفة في ورق كربون بحيث لا تظهر في اجهزة الفحص بالاشعة". وحسب تقديرات الشرطة فقد تم مصادرة ما يصل الى 17 مليون دولار من العملات المزيفة هذا العام اغلبها كان للتهريب الى امريكا والدول التي تستخدم الدولار مثل الاكوادور. وتعتقد الولاياتالمتحدة ان بيرو هي اكبر منتج خارج امريكا للدولارات المزيفة التي يتم تدويرها في امريكا. ويقول المتحدث باسم الشرطة السرية الامريكية برايان ليري: "في عام 2003 اكتشفنا اول ورقة نقد صنعت في بيرو. وتزداد منذ ذلك الحين، والان 17 في المئة من العملات المزيفة في امريكا مصدرها بيرو". خسائر كبيرة ولا يعرف الحجم الحقيقي لكمية الدولارات المزيفة التي تخرج من بيرو. الا ان بنك الاحتياط المركزي لبيرو لا يرى ان العملات المزيفة المستخدمة تشكل خطرا على الاقتصاد الكلي. ويقول المسؤول في البنك خوان انطونيو راميريز: "هذه جريمة منظمة تؤثر اكثر في محدودي الدخل. فالبنسبة لهم تعني العملة المزيفة خسارة كبيرة". ويوجد في بيرو اقتصاد موازي كبير، يسهل فيه شراء بطاقات الهوية المزيفة والوثائق الاخرى من السوق السوداء. كما ان بها مسالك تهريب راسخة للمخدرات والبشر ويمكن لمزوري العملات استخدامها. وتعترف الحكومة بان هناك مشكلة وتقول انها تجعل مكافحتها اولوية ضمن استراتيجة مكافحة الجريمة المنظمة. وياوجه المدان بتزوير العملة عقوبة السجن 12 عاما ويقول المسؤولون انه يتم تطوير امن الحدود لاكتشاف الدولارات المزيفة. وتقدر الشرطة السرية الامريكية ان الدولارات المزيفة القادمة من بيرو ستقل بنسبة 4 في المئة هذا العام.