سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طبول الحرب تدق أبواب «دهشور» والأهالى يتأهبون ل«معارك انتقامية» أسرة الضحية تعلق العزاء للأخذ بالثأر.. واتهامات لكاهن كنيسة مارى جرجس بتصعيد الأحداث.. والأمن يحول القرية لثكنة عسكرية
تسود حالة حزن وترقب بين أهالى قرية دهشور بجنوب الجيزة، عقب وفاة الشاب المسلم معاذ محمد متأثرا بجراح أصيب بها على خلفية مشاجرات بين مسلمين وأقباط بالقرية فيما عرف إعلاميا ب«فتنة دهشور». وشهدت القرية، أمس الأول، اشتباكات جديدة حيث أقدم عدد كبير من شباب القرية على تحطيم بعض المنازل والمخازن المملوكة لبعض الأسر المسيحية، انتقاما لمقتل معاذ الذى كان يمر بالمصادفة بالمنطقة اثناء الاشتباكات.
فى الوقت نفسه أعرب الأهالى عن حزنهم لما وصلت إليه الأمور وما شهدته القرية من عمليات تخريب للمنازل، خاصة أن أسرة الضحية اعلنت عبر مساجد القرية عدم تلقيها العزاء فى وفاة نجلها واعتزامها الأخذ بالثأر.
يقول سعيد محمد، حداد مسلح، إن أهالى القرية أبرياء من تحطيم المنازل، وأن أعدادا كبيرة من أهالى القرى المجاورة حضروا أثناء تشييع جنازة معاذ، أمس الأول، تضامنا مع مسلمى قريتهم، وبعد دفن الضحية تحركت مجموعة كبيرة منهم قدرت بنحو 1500 إلى منازل الأقباط وحطموها.
وأضاف: «حاولت أسرة الضحية تهدئة الأوضاع معلنين رفضهم التعدى على منازل المسيحيين ممن ليس لهم ذنب، فما كان إلا أن أصيب والد الفقيد فى رأسه إثر إلقاء الحجارة من الشباب الغاضب صوب منازل المسيحيين، وخلال اشتباكاتهم مع القوة الأمنية المكلفة بتأمين وحراسة كنيسة القرية».
وفى السياق نفسه أكد ناصر أبوزلط، من الأهالى، أن شباب القرية الغاضب قرروا الاستيلاء على الكنيسة وتحويلها إلى مسجد باسم الضحية معاذ، وتحويل منزل الأسرة المسيحية إلى معهد دينى، مشيرا إلى وجود رفض قاطع من جانب الأهالى لعودة الأسرة المسيحية إلى القرية.
واتهم أبوزلط القس تكلا، كاهن كنيسة دهشور، بأنه السبب فى تصعيد الاشتباكات منذ بدايتها، وأنه كان يستند إلى علاقاته الوطيدة بالأجهزة الأمنية فى الاستقواء على مسلمى القرية، مؤكدا عدم رغبة الأهالى فى عودته إلى القرية.
وشهدت القرية تعزيزات أمنية مكثفة، حيث تواجدت عدد من مدرعات الشرطة وسيارات الأمن المركزى بمدخل القرية لتأمينها تحسبا لاندلاع اشتباكات اخرى، فيما اغلق عدد كبير من تجار القرية محالاتهم معلنين حالة الحداد على الفقيد.
فيما تعرض اللواء محمود فاروق، مدير إدارة البحث الجنائى بالجيزة، إلى الإصابة بجرح قطعى فى الوجه، فضلا عن إصابة 5 ضباط ومجند أثناء محاولاتهم السيطرة على أحداث الفتنة الطائفية بالقرية، مساء أمس الأول.
وتلقى اللواء أحمد سالم الناغى، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إخطارا من قطاع دهشور للأمن المركزى، يفيد تعرض القوة الأمنية لاعتداءات بالطوب والحجارة من الأهالى أثناء محاولة السيطرة على الاشتباكات، والمصابون من جانب الأمن هم اللواء محمود فاروق، العقيد أسامة إبراهيم بكدمة فى اليد اليمنى، الرائد طارق محمد عبدالعزيز بكدمة وجروح باليد اليمنى، و3 مجندين وتم نقلهم إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، كما أصيب والد المتوفى، محمد أحمد حسب الله، 55 عاما، بجرح قطعى بالرأس.
وأفادت التحريات بأنه عقب انتهاء مراسم تشييع جثمان معاذ محمد، حاول 500 شخص اقتحام كنيسة «مارى جرجس» من أحد الشوارع الخلفية، إلا أن قوات الأمن تصدت لهم ومنعتهم من الوصول اليها، بينما تمكن 20 آخرين من الدخول إلى الكنيسة عن طريق أسطح المنازل المجاورة، وتمت السيطرة عليهم وصرفهم قبل إحداثهم أى تلفيات، ثم حاول الشباب الغاضب اقتحام الكنيسة مرة أخرى فتصدت لهم القوات ومنعتهم، فقاموا بإلقاء الطوب والحجارة، ورد الأمن بإطلاق عدد من القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.
وكشفت التحريات أن مجموعات من الشباب والصبية توجهوا بعدها إلى عدد من منازل ومحال أسر قبطية، خارج الكتلة السكنية بطريق زاوية دهشور، واعتدوا على 5 منازل مملوكة لكل من منصور عريان وصبرى الجواهرجى ومجدى حبيب وسعد فهيم وعريان نسيم، وأحدثوا بها تلفيات.