حالة من الترقب والغضب تشهدها وزارة الأوقاف من بعض القيادات والأئمة التابعين لها بعدما ترددت أنباء عن ترشيح محمد يسري إبراهيم، أمين عام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، لمنصب وزير للأوقاف. وتأتي حالة الرفض ليسري، خوفا من توجهه السلفي، خاصة بعد أن أعلن في وقت سابق "عدائه للمؤسسة الأزهرية وقياداتها"، وذلك بحسب نقابة الدعاة المستقلة.
وأكد مصدر مقرب بالأزهر الشريف أن هذا الترشح مستبعد من قبل المؤسسة الأزهرية وأن هناك اتجاها للإبقاء على وزير الأوقاف الحالي عبد الفضيل القوصي للاستمرار في منصبه.
ووصف مصدر بوزارة الأوقاف أنباء ترشيح محمد يسري لمنصب وزير الأوقاف ب"الكارثة"، محذرا من أن تولي شخص من خارج الوزارة ولا ينتمي للمنهج الأزهري قد يؤدي إلى اضطرابات داخل ديوان الوزارة، وتعود لها الوقفات الاحتجاجية ضد هذا القرار.
وانتقد المسئول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، اختيار يسري متسائلا: "هل جاء هذا الترشح تكريما لوقوفه بجوار الرئيس مرسي أثناء الانتخابات؟!"، متخوفا أنه بعد توليه الوزارة كيف سيتعامل مع الإدارات والهيئات التي تتبع الوزارة، والتي يختلف فيها مع المنهج الأزهري تماما، مثل إدارة صناديق النذور، والمساجد التى تحوي الأضرحة، متسائلا: حول كيفية تعامله مع هذه الإدارات، وهي أمور مخالفة بالنسبة له ولعقيدته السلفية.
وحذر المصدر من أن هذا القرار قد يكون أول الطريق للسيطرة على الدعوة والمساجد في مصر لصالح التيار الإخواني والسلفي، لافتا إلى أن الوزارة مليئة بالكفاءات، والأزهر به علماء أكفاء بهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، يستطيعون القيام بتلك المهام.
ومن جانبه، أكد مصدر مقرب من شيخ الأزهر، أن ترشيح يسري سلامة ليس معناه توليه الوزارة، لافتا إلى أن المشاورات التى كانت مستمرة بين شيخ الأزهر أحمد الطيب ومؤسسة الرئاسة توحي بأنه سيتم الإبقاء على وزير الأوقاف الحالي الدكتور عبد الفضيل القوصي، لافتا إلى أن مؤسسات الدولة ستحترم اختيارات الأزهر، خاصة لوزارة الأوقاف ودار الإفتاء، وذلك من أجل حدوث انسجام داخل المؤسسات الدينية، بما يعود بالفائدة على الدعوة الإسلامية والنهوض بها.