من أسوانجنوبا إلى الإسكندرية وبورسعيد شمالا، يبقى القطار عصب سفريات المصريين فى الداخل، خاصة فى شهر رمضان، الذى تحول لديهم إلى «موسم للهجرة الداخلية»، تنشط فيه حركة القطارات، لتنقل ملايين المواطنين بين مختلف المدن، لكن استبقت أزمة شديدة فى القطارات شهر رمضان لهذا العام، لتحول السفر فى هذا «الموسم» إلى معاناة، خاصة لأبناء الصعيد. فعلى مدار اليومين الماضيين، أصيبت حركة القطارات على خط الصعيد بالشلل التام، نتيجة حادثى قطارى البدرشين وأبوتشت، وهو ما ألقى بالحمل على طرق النقل الأخرى، الأتوبيسات وسيارات الأجرة، التى مازالت تعانى من أزمة نقص الوقود فى المحافظات، وهو ما أدى إلى رفع تعريفة النقل الداخلى بين المحافظات بصورة جنونية، لتأتى أزمة القطارات لتزيدها جنونا.
فى محطة سكك حديد قنا، وصلت معاناة المسافرين إلى ذروتها أمس، قبل يوم واحد من بداية شهر رمضان، كما شهدت المحطة زحاما شديدا، دفع المسافرين إلى التظاهر احتجاجا على توقف حركة القطارات، ورددوا هتافات «عايزين نسافر» و«تسقط تسقط الاحتجاجات»، فى إشارة إلى الاحتجاجات التى تسببت فى حادث قطار أبوتشت، الذى خرج عن مساره، بالإضافة إلى قطع عدد من أهالى قرية البراهمة فى قنا، لخط السكة الحديد، فى ساعة متأخرة من صباح أمس، احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائى.
ولم يختلف الحال كثيرا فى محطة السكك الحديدية بسوهاج، عنه فى محطة قنا، حيث شهدت زحاما كبيرا من المواطنين بحثا عن تذكرة للسفر، ورغم أن الأزمة أصبحت ممتدة على مدار العام، ولم تعد موسمية بسبب شهر رمضان، إلا أن عدم انتظام حركة القطارات بسبب حادثى البدرشين وأبوتشت، ضاعف من تأثير الأزمة.
من جانبها، قالت مصادر بشرطة السكك الحديدية فى سوهاج ل«الشروق»، «رغم الضوابط الصارمة والرقابة المستمرة لمنع تسرب تذاكر القطارات إلى السوق السوداء، خاصة خلال المواسم، إلا أن تجار السوق السوداء مازالوا يسيطرون على بيع تذاكر محطة سوهاج لجميع القطارات.
ولليوم الثالث على التوالى، شهدت محافظة أسيوط تزاحما من جانب المسافرين على مواقف سيارات الأجرة، لقضاء أول أيام شهر رمضان مع أسرهم، وهو ما أدى إلى ارتفاع تعريفة سيارات الأجرة بين القاهرةوأسيوط إلى 60 جنيها، خاصة مع تكرار حوادث القطارات خلال الأيام الأخيرة، والتى تسببت فى عزوف المواطنين عنها.
ودفعت أزمة القطارات، ونقص عدد سيارات الأجرة فى أسيوط، عددا من سائقى الخطوط الداخلية بين مدن ومراكز المحافظة، إلى العمل فى نقل المسافرين إلى القاهرةوالإسكندرية، وهو ما يحقق لهم أرباحا كبيرة.
ومن جانبه، قال رئيس مباحث المرور فى أسيوط، العقيد أحمد التونى، إن عدة خلافات ومشاجرات حدثت بين الركاب والسائقين، بسبب زيادة تعريفة الأجرة، موضحا أن السائقين يتحججون بارتفاع أسعار الزيوت، وعدم توافر الوقود، وهو ما يجبرهم على شرائه من السوق السوداء بضعف سعره الأصلى، حيث تم تحرير 80 محضرا بسبب الخلافات على زيادة التعريفة.
وفى المنيا، لجأ المسافرون إلى الأتوبيسات وسيارات الأجرة، بسبب عدم انتظام حركة القطارات، وهو ما تسبب فى رفع تعريفة الركوب إلى ثلاثة أضعافها، ليدخل الركاب فى معارك يومية مع السائقين، الذين يصرون على تحميل مسئولية رفع السعر إلى ارتفاع أسعار الوقود، الذى يضطرون إلى شرائه من السوق السوداء.
وتجددت طوابير السيارات فى شوارع محافظة الأقصر، خلال الأيام القليلة الماضية، نتيجة استمرار أزمة الوقود، بعد أن هدأت لفترة قصيرة، على خلفية وصول عدد من الشاحنات المحملة بالبنزين إلى المحافظة، بتدخل مباشر من المحافظ عزت سعد.
وعانت مواقف الأجرة فى محافظة كفر الشيخ، على مدار اليومين الماضيين، سواء الخطوط الداخلية التى تربط مراكز وقرى المحافظة ببعضها، أو الخطوط الخارجية التى تربطها بباقى محافظات الجمهورية، من زحام شديد، بسبب سفر الأهالى والعاملين المغتربين لقضاء أول أيام رمضان مع أسرهم.
وشهد موقفا كفر الشيخ الرئيسى والحامول مشاجرات بالأيدى بين السائقين والركاب، الذين أعربوا عن رفضهم لزيادة الأجرة بنسبة 50% عن معدلها الطبيعى، وهو ما تسبب فى إصابة 3 أشخاص بموقف كفر الشيخ، بجروح خطيرة.
وفى محافظة القليوبية، تسببت أزمة نقص الوقود بجميع مدنها، وزحام المواطنين للسفر قبل رمضان، فى شلل تام لحركة النقل بمختلف خطوط السير، فيما شهدت مواقف السيارات فى بنها وشبرا الخيمة وكلية الزراعة، زحاما كبيرا من جانب المسافرين، قبل بدء شهر رمضان.
من جهتها، قررت شركة شرق الدلتا للنقل والسياحة، زيادة تعريفة نقل الركاب بنسبة 30% على جميع الخطوط بين محافظة جنوبسيناء وباقى المحافظات، دون إعلان مسبق، فعلى خط السويس شرم الشيخ، ارتفعت التعريفة إلى 35 جنيها بدلا من 30 جنيها، وعلى خط السويس الطور من 23 إلى 30 جنيها.
وأدى رفع شركة أتوبيسات شرق الدلتا لتعريفة السفر، إلى زيادة موازية لسيارات الأجرة، داخل مواقف الطور وشرم الشيخ.
