يلتقي، اليوم الأحد، الرئيس محمد مرسي بأديس أبابا بعدد من القادة الأفارقة، من بينهم الرئيس الأوغندي، والسوداني، وجنوب السودان، وأمير الكريت، ضيف شرف القمة الإفريقية، وبنين، والسنغال، والصومال، ونيجيريا، ورواندا، وذلك على هامش القمة الإفريقية التي تنطلق أعمالها التاسعة صباحا بتوقيت القاهرة. ويلقي الرئيس كلمة مصر في الجلسة الافتتاحية للقمة بعد السنغال بصفته آخر رئيس منتخب في القارة، وهي القاعدة التي أرساها الاتحاد الإفريقي في جلسته الافتتاحية، بعيدا عن الحساسيات بين القادة الأفارقة، ويرافق الرئيس وفد يضم 120 شخصا، من بينهم وفد أمني سبق زيارة الرئيس بغدة أيام، للوقوف على الترتيبات الأمنية الخاصة بحماية الرئيس، كما يرافق الرئيس وزراء الري والخارجية والزراعة ومدير المخابرات.
من جانبه، قال وزير الخارجية، محمد كامل عمرو: إن ملف أزمة حوض النيل لن يكون مطروحا عل الأجندة الرئيسية للدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، خلال زيارته إلى أديس أبابا اليوم.
موضحا أنه من المقرر ترتيب زيارات أخرى لدول حوض النيل لمناقشة الأمور الفنية، مضيفا، الهدف الرئيسي من مشاركة الرئيس في هذه القمة هو الرسالة الهامة التي تؤكدها اختيار الرئيس بأن يحضر أول محفل دولي متعدد الأطراف بعد نجاحه في الانتخابات في إفريقيا، ومفاد هذه الرسالة أن مصر ترغب بجدية وصدق في العودة الفاعلة إلى القارة السمراء بقوة، مشيرا إلى أن اللقاءات الثنائية المقرر عقدها تعد من من أهم إيجابيات حضور د.مرسي لهذه القمة، نظرا لكونها فرصة جيدة للتعرف على القادة الأفارقة.
وأضاف الوزير، أن حرص القاهرة خلال الفترة الماضية على التواجد الفاعل في كافة المحافل والقضايا الدولية، وعودة حقيقة لمصر التي كانت قوتها في انتشارها ونشاطها الدبلوماسي المكثف، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة مصر على كافة المستويات وعلى رأسها الجانب الاقتصادي، نظرا لأن قوة موقفنا الدولي يفتح أمامنا العديد من الأسواق الخارجية ويجذب الاستثمارات الأجنبية، قائلا: هناك تطلع كبير وتفاؤل لمصر في المرحلة القادمة، والنظرة لمصر اختلفت بعد الثورة، مؤكدا أن هذا ليس كلاما إنشائيا ولكنها حقيقة ملموسة.
وأوضح وزير الخارجية أن مصر لم تحسم بعد موقفها من الصراع الحالي على رئاسة الاتحاد الإفريقي بين الأمين الحالي ومرشحة جنوب إفريقيا، مضيفا، كنا نأمل أن يتم الاختيار في إطار من التوافق، ولكن حاليا لم يعد مطروحا سوى ثلاث سيناريوهات، أولها المد للأمين العام الحالي، والثاني، أن ينسحب ليرأس المفوضية نائبه، وثالث الأطروحات، أن ينسحب المرشحان ويتقدم مرشح توافقي من دولة ثالثة.
وبالنسبة للملف الرئيسي للقمة الإفريقية وهو التجارة البينية بين دول القارة السمراء، أكد الوزير أن مصر لها رؤية هامة في سبل تفعيل هذا الملف الحيوي، لافتا إلى أن حجم التجارة البينية بين الدول لإفريقية لا يتجاوز 12%، في حين أن الاتحاد الأوربي يستحوذ على 60%، نظرا للميراث الاستعماري القديم الذي وفر البنية التحتية واللوجستية للتجارة إلى أوربا، ولذلك أصبحت تكلفة النقل بين دول إفريقيا عالية جدا، نظرا لأن الشحن إلى مصر يتم عبر الموانئ الأوربية، مؤكدا أن المستثمرين المصريين بدأوا بالفعل في التوجه إلى إفريقيا وخصوصا اتحاد شباب الأعمال الذي شارك معه في أكثر من زيارة للعديد من دول القارة، وعلى رأسهم دول حوض النيل.
وحول المنافسة بين مصر وأوغندا على استضافة مركز إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات بإفريقيا الذي تقرر إنشاؤه بمبادرة من مصر، قال الوزير هذه منافسة إيجابية، وبالفعل قدمنا الملف لاستضافة المركز بما لنا من خبرة في عمليات حفظ السلام، وسنقدم له كل التسهيلات، مشيرا إلى أن بعثة الاتحاد الإفريقي قامت بزيارة القاهرة بالفعل، وقدمت تقريرا إيجابيا عن موقف مصر، وستذهب إلى أوغندا وترفع تقريرها للمفوضية لحسم الأمر.
من ناحيته، قال السفير محمد إدريس، مندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الإفريقي وسفيرها في أديس أبابا في تصريحات خاصة للشروق: إنه لا خوف على حياة الرئيس في إثيوبيا، وأن حادثة الاغتيال التي وقعت للرئيس السابق منذ 17 عاما لم تكن إثيوبيا متورطة فيها، وقال: إن الأمور اختلفت في إثيوبيا، واصبحت أكثر أمنا واستقرارا.
وأوضح أن العلاقات المصرية الإثيوبية تحسنت كثيرا عقب ثورة يناير، وأصبحت العلاقات أكثر انفتاحا بسبب الثورة لإحساسهم بأن هناك مرحلة جديدة في مصر وتطور في سياستها، ما انعكس على الإقبال الإثيوبي على زيارة مصر بعد عزوف امتد سنوات، وقبول الطلبة الإثيوبيين المنح المقدمة من الجامعات المصرية للتعلم بها، وأشار إلى أن الرئيس محمد مرسي سيلتقي الجالية المصرية المتواجدة في إثيوبيا في اليوم الثاني لزيارته بمنزل السفير المصري بإثيوبيا والملحق بالسفارة التي أنشئت منذ عام 1927، وتحتل مكانا متميزا في أديس أبابا، وتضم الجالية 250 مواطنا مصريا بعضهم رجال أعمال يشرفون على مشروعاتهم، بالإضافة إلى العاملين المصريين في المنظمة الإفريقية وملحقاتها، مشيرا إلى أن السفارة المصرية في أديس بدأت نشاطا شهريا فيما يعرف بالصالون المصري الذي يستضيف المسؤلين الإثيوبيين والفنلندية والأدباء والشعراء في أمسيات يشارك فيها الإثيوبيون والمصريون.
وعلمت الشروق أن الرئيس الإثيوبي ميليس زيناوي سيغيب عن القمة لتواجده خارج إثيوبيا في رحلة بألمانيا.
تجدر الإشارة إلى أن الزعماء الأفارقة سيشهدوا خلال الجلسة الافتتاحية للقمة التوقيع على معاهدات الاتحاد الإفريقي قبل أن يشاهدوا فيلما وثائقيا بمناسبة الذكرى الثانوية العاشرة لتأسيس الاتحاد الإفريقي عقب إعادة هيكلته من منظمة للوحدة الإفريقية إلى اتحاد، بعنوان "عشر سنوات من أحلال السلام في إفريقيا".