على سور حديقة الخالدين بمحطة الرمل، وقف المتظاهرون رافعين أعلام مصر الثورة، وشعارات «الشعب يريد إسقاط النظام، وأمن الدولة، وحالة الطوارئ», فى الخلفية كان البحر يحمل نسائم الحرية، وكانت قلعة قايتباى تحرس الثورة. على السور وقفت الجدارية التى رسمها الفنان طه القرنى، فى محطتها الأولى بالإسكندرية، لمدة يوم واحد، قبل أن تنتقل بقرار صابر عرب وزير الثقافة، لتبدأ جولة بين محافظات مصر المختلفة.
الجدارية التى تحتوى على مشاهد تجمع طوائف الشعب التى شاركت فى الثورة، منذ البداية وحتى رحيل مبارك عن الحكم، عبارة عن 16 لوحة زيتية تم رسمها على ما يقرب من 44 مترا من ألواح خشب الأبلكاش, تبنى قطاع الفنون التشكيلية إخراج هذه الجدارية من حيث الاعداد والتنفيذ والطباعة.
بجوار ساحة السيد البدوى عند الميدان الذى شهد على ثورة الشعب فى محافظة الغربية، بدأت الاستعدادات لاستقبال الجدارية، فى أول عرض شعبى من نوعه للفن التشكيلى.
أصدر محمد عبدالقادر محافظ الغربية أوامره بتجهيز الساحة للعرض اليوم.
وفى يوم الاربعاء تنتقل الثورة فى جدارية القرنى إلى ميدان الأربعين بمحافظة السويس، ويفتتحها المحافظ اللواء محمد عبدالمنعم هاشم.
بعد أسبوع تظهر الجدارية فى ميدان المسلة ببورسعيد، حيث يفتتح العرض المحافظ اللواء احمد عبدالله.
وتتوالى العروض الشعبية للجدارية بعد ذلك، فى جميع المحافظات، وتبدأ من الساعة 11 صباحا، حتى السابعة مساء من نفس اليوم.
كان صابر عرب وزير الثقافة قد أكد على طه القرنى أثناء افتتاحه أول معرض للجدارية بميدان العباسية، حين أصر القرنى على عرضها هناك بعد سقوط آخر شهيد فى الأحداث الأخيرة، ضرورة عرضها فى باقى المحافظات، واعتبر ان هذه العروض تبرز أهمية العمل وقيمته الفنية، وتساهم فى زيادة جمهور الفن التشكيلى الذى تعرف عليه الشعب المصرى بشكل حقيقى بعد الثورة.