في تظاهرة ثقافية وفنية تعد الأضخم منذ اندلاع الثورة السورية، انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات "وطن يتفتح في الحرية" بمشاركة فنانين ومثقفين سوريين وعرب. وتستمر التظاهرة على مدى أسبوع لتضم معارض تشكيلية وسوقا خيرية لدعم الثورة، وحفلات فنية وأمسيات شعرية وندوات فكرية. ويقول زهير حمداني "وتضم هيئة "مثقفون من أجل سوريا" التي يترأسها المفكر العربي عزمي بشارة كل من القاص زكريا تامر والشاعر أحمد فؤاد نجم ورسّام الكاريكاتير علي فرزات والروائي إلياس خوري، والشاعر عبد العزيز المقالح والشاعر أمجد ناصر والإعلامي علي الظفيري، والموسيقي نصير شمة، والروائي طالب الرفاعي".
واعتبر عزمي بشارة في تصريحات صحفية على هامش افتتاح الفعاليات، أن "الحرية هي الهم الذي قامت من أجله الثورة"، لافتا إلى استجابة المبدعين والمثقفين السوريين التي جاءت بحسبه فوق التوقع، إضافة إلى مشاركة رمزية من المثقفين والمبدعين العرب.
وأضاف "أن ملامح نجاح التظاهرة التي جاءت بمبادرة من مثقفين عرب كانت قد بدأت قبل انطلاق الفعاليات، وأنها جاءت ردا على أقاويل حاولت النيل من الثورة بنعتها بالظلامية والإرهابية"، منوها بالدور الذي لعبته وزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية.
وأعرب بشارة عن اعتقاده بأن التظاهرة ستكون حافلة بالنشاطات المهمة، لافتا إلى أن الحضور المكثف في التظاهرة دليل مهم على حجم التفاعل الثقافي مع الثورة وفعالياتها ودعمها.
صورة حضارية
من جهته لفت رئيس اللجنة المنظمة الكاتب السوري حكم البابا، في كلمته الافتتاحية عن المثقفين والمبدعين السوريين، إلى أن "الأدب لا يستطيع أن يقف أمام آلة الدمار، لكنه يستطيع أن يمد يدا حانية للجريح".
وقال إن "التظاهرة تهدف إلى تقديم صورة حضارية مشرقة للثورة السورية تليق بعنفوانها وألقها"، معتبرا أنها إذ تضم هذا العدد الكبير من المشتغلين بالشأن الثقافي والفني المعارض للاستبداد، فإنها "تنأى بنفسها عن أي تحزب وارتهان لأي جهة باستثناء الحرية".
وأضاف حكم البابا أن "الهدف المعلن والخفي وراء عقد التظاهرة هو تقديم فعل ثقافي فني حضاري معبر عن مسيرة السوريين الطويلة والقاسية نحو الحرية".
وفي كلمتها التي ألقتها نيابة عن المثقفين والمبدعين السوريين، قالت الشاعرة لينا الطيبي، إنه لا يوجد "مثقف متخاذل في سوريا، ومن هو كذلك فليس منا".
وأشارت إلى أن "أحلامنا وقصائدنا قرينة حرية دائمة" وكانت قد بدأت كلمتها بالقول "ورد أقل ودموع أكثر وياسمين لم يعد أنيقا"، مستعرضة قائمة بأسماء المبدعين السوريين الذين ما زالوا في خندق المواجهة ضد الاستبداد.
وتطرق الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم لصور من ذكرياته في دمشق، مقدما لنماذج ساخرة من حياة الشعب السوري في ظل القمع والاستبداد، ومستذكرا شعارا أضحكه كثيرا رآه في دمشق وهو عبارة تقول "الصم والبكم يقولون نعم للرئيس". وأعرب الفاجومي عن ثقته بانتصار ثورة سوريا، قائلا "سأذهب إليها والثورة في السلطة".
معارض فنية
وكانت التظاهرة قد بدأت بمعارض فنية قارب فيها تشكيليون في مجال الرسم والتصوير الثورة السورية، وضمت الفعاليات التشكيلية معرضاً للمخرج محمد الرومي يضم 25 عملا، ومعرضا آخر يضم 23 عملا لخالد الخاني، ومعارض ثنائية لعدد من الفنانين المشاركين مثل ماهر البارودي وسهير السباعي وأعمال خزفية لزاهر تاج الدين وخالد عبد الواحد وولاء دكاك.
وفي معرضه الفردي الذي يضم 65 عملاً، قدم فنان الكاريكاتير علي فرزات مجموعة من اللوحات تحكي مسيرة الفنان وعلاقته بالسلطة من جهة، وتعاين معاناة الشعب السوري في ظل القمع من جهة أخرى.
ومن اللوحات رسم يظهر رعب الرئيس السوري بشار الأسد وهو يطالع أجندة يقلب فيها يوم الخميس ويشيح بوجهه رعبا من يوم الجمعة، وهو اليوم الذي ينزل فيه الشعب السوري إلى الشارع هاتفا ومطالبا بحريته.
وتتواصل فعاليات التظاهرة بإقامة ندوة يديرها المفكر العربي عزمي بشارة بعنوان "مثقفو سوريا.. السلطة والثورة"، وفيها نقاش حول موقف المثقفين وتفاعلهم معها بمشاركة العديد من المثقفين والمبدعين السوريين.