يستمر توافد مسيرات من مختلف مناطق المدينة للمشاركة في المظاهرات الحاشدة التي دعت لها عدة ائتلافات ثورية، بميدان التحرير في وسط القاهرة، رفضاً للأحكام الصادرة بحق الرئيس المصري السابق.
حيث توافد آلاف المصريين من مختلف التيارات السياسية على ميدان التحرير في القاهرة احتجاجًا على الأحكام الصادرة في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار معاونيه، السبت.
وتدفقت أعداد كبيرة من المتظاهرين أيضًا إلى الساحات العامة والميادين في المدن الكبرى للاحتجاج على الأحكام التي اعتبرها المتظاهرون مخففة، وكانت اشتباكات عنيفة خلفت إصابة 12 شخصًا داخل قاعة المحكمة وخارجها بين مؤيدين ومعارضين لمبارك بعد النطقِ بالحكم.
كما تقام احتجاجات في مدن مصرية أخرى كالإسكندرية والسويس والمنصورة وأسوان والبحيرة والبحر الأحمر، والشرقية وقنا وأسيوط، وغيرها.
ففي محافظة السويس شرقي القاهرة، قرر نشطاء الاعتصام في ميدان الأربعين الذي شهد انطلاقة الثورة المصرية، وذلك تنديداً بالحكم الصادر في حق الرئيس المصري السابق ووزير داخليته.
وكان الآلاف من المتظاهرين من القوى السياسية وأهالي قتلى الثورة قد خرجوا في مسيرات إلى محافظة السويس احتجاجاً على الحكم الذي رأوا فيه تضييعاً لحق من قتلوا بالثورة. وطالب المتظاهرون بإعدام مبارك، وتطهير القضاء وإسقاط المجلس العسكري الحاكم.
أما في القاهرة، فإن الجموع المحتشدة بميدان التحرير تردد هتافات تدين الأحكام التي أصدرتها المحكمة بحق مبارك وأعوانه.
كما إن غضب المحتجين ينصب على قرار تبرئة المسؤولين الأمنيين الذين اتهموا بالضلوع في قتل المتظاهرين أثناء الثورة، والكثيرين خرجوا إلى الميدان بسبب حنقهم على الوضع السياسي الذي تمر به البلاد، والخيار الذي يواجهه الناخبون المصريون في انتخابات الإعادة.
وكان مئات المتظاهرين بدأوا في نصب الخيام الخاصة بالاعتصام، معلنين البدء في اعتصام مفتوح بميدان التحرير من اليوم وحتى تنفيذ مطالب الثورة، ومحاكمة قتلة الشهداء محاكمة عادلة تقتص لدمائهم.
جدير بالذكر، أن جماعة الإخوان المسلمين كانت قد دعت إلى "تظاهرات حاشدة" في ميدان التحرير بالقاهرة والشوارع الأخرى في البلاد، للتعبير عن الغضب بعد "تبرئة القتلة"، ودعت الجماعة "كافة القوى الوطنية والثورية لعقد اجتماع عاجل للاتفاق على ما يجب اتخاذه تجاه الحدث الخطير والمتمثل في صدور أحكام صادمة بأهالي الشهداء والشعب المصري كله بالحبس المؤبد على الرئيس المخلوع حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العدلي، وبراءة نجليه علاء وجمال وستة من كبار مساعدي العادلي بالإضافة إلى المتهم الهارب حسين سالم".
وأكدت الجماعة -في بيان- أن هذه الأحكام عادت لتطرح مجددًا التساؤل "عمن قتل الشهداء ما دام قادة الشرطة أبرياء؟"، مشيرة إلى أنه "إذا كانت الأدلة أمام القضاء غير كافية فإنه يتعين محاكمة الأجهزة التي أخفت هذه الأدلة عن المحكمة وتخلصت منها".
وفي الإطار ذاته تجمع مئات الأشخاص في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية، وشوهدت أعمدة من الدخان تتصاعد من الميدان، الذي كان مسرحًا لانتفاضة شعبية أطاحت بمبارك العام الماضي.
كذلك فإن عددًا من "أسر الشهداء المحتشدين أمام أكاديمية الشرطة بالقاهرةالجديدة توجهوا إلى ميدان التحرير احتجاجًا على الحكم الصادر بحق الرئيس السابق مبارك وباقي المتهمين، مطالبين بإعدامهم جميعًا".
وردد المتظاهرون العديد من الهتافات منها "القصاص.. القصاص.. قتلوا ولادنا بالرصاص"، فيما قام بعض المتظاهرين بإغلاق الشوارع الجانبية المؤدية للميدان مستخدمين الصدادات الحديدية تمهيدًا لغلق الميدان.
وتحرك متظاهرون في مسيرة ضمت المئات في اتجاه ميدان طلعت حرب مطالبين الشعب المصري بالنزول مرة أخرى إلى الميدان هاتفين "الشعب يريد تطهير النظام".
وأعلنت حركة شباب 6 أبريل في بيان لها أنها قررت النزول للميادين بجميع المحافظات، اعتراضًا على الحكم الذي وصفته "بالهزيل" الصادر من المحكمة.