طالب مصححو امتحانات الثانوية العامة بأماكن «آدمية» تساعدهم على التصحيح فى مناخ مناسب، واصفين تصريحات مسئولى التعليم عن توفير أماكن مريحة لهم داخل الكنترولات بأنها «غير كافية»، كما طالبوا برفع مكافآت التصحيح. وقال شحاتة كامل، مدرس اللغة العربية بمدرسة على بن أبى طالب الثانوية بنين إنه يعمل فى التصحيح منذ عام 93 وتنقل إلى جميع الكنترولات فى القاهرة، وجميعها لا تراعى آدمية المعلم أو تقدر المسئولية التى يقوم بها من تصحيح أوراق الطلاب، لافتا: «مفيش احترام للمعلم أثناء التصحيح إلا فى كنترول أكتوبر».
وأضاف أن كل كنترول يتكدس به أكثر من 50 معلما داخل غرف لا يوجد بها مياه مثلجة أو وجبات تقدم للمعلمين، بالإضافة إلى افتقار هذه الأماكن إلى التهوية، وتابع «لا يوجد بها تكييف ليس سوى مراوح متهالكة، بخلاف الجلوس على كراسى فراشة غير مريحة».
واتفق معه ماهر عبدالتواب، مدرس اللغة العربية بمدرسة الصلب الثانوية، قائلا: إن المعلمين يحتاجون لمكان آدمى لتصحيح الأوراق، وهذا لا يتوافر مع «الدكك» التى يجلس عليها المعلمون أو تكدس الفصول بالمصححين، بالإضافة إلى قلة العائد المادى التى يحصل عليه المعلم نظير هذا العمل، مشيرا إلى أنه تقاضى العام الماضى 400 جنيه فقط وذلك بعد 6 أشهر من انتهاء عملية التصحيح، مؤكدا أن هذا المبلغ قد أنفقه على ذهابه من مسكنه فى حلوان إلى كنترول السيدة زينب يوميا.
وقال حمدى حنفى، مدرس علم النفس بمدرسة الفسطاط الثانوية، إنه عمل العام الماضى فى كنترول أكتوبر ولم يشعر بأى ضيق أو ملل، لأنه يوفر للمعلمين الراحة التامة من حيث الكراسى والتكييف بالإضافة إلى تقديم وجبات أثناء التصحيح، كما أن هناك أماكن مخصصة للتدخين وشرب الشاى.
من جانبه، قال د.رضا مسعد رئيس قطاع التعليم العام ورئيس امتحانات الثانوية العامة بوزارة التربية والتعليم، إن الوزارة عملت على حل مشاكل مصححى الثانوية هذا العام، حيث تم تخفيف أعداد المعلمين داخل كل كنترول باستحداث كنترولات جديدة، وتقسيم القديمة، فمثلا فى محافظة الشرقية تم تقسيم الأوراق التى تصحح بها لجزءين، أحدهما يصحح فى كنترول القاهرة والآخر فى كنترول الإسماعيلية. وأضاف أن الوزارة عملت على ندب المعلمين إلى أقرب كنترول لمقر إقامتهم، حتى تجنبهم طول المسافة التى ترهقهم يوميا فى الذهاب والعودة، لافتا إلى أن هناك لجنة طبية مجهزة تخدم عدة الكنترولات وتكون مستعدة فى أى وقت للانتقال لأى كنترول فى حالة إصابة أى معلم أثناء التصحيح.
وبالنسبة لمطالب المعلمين بوجود تكييف فى أماكن التصحيح، علق مسعد بأنه من الصعب على الوزارة فى الوقت الحالى توفير هذا الأمر، مبينا أنه ليس ضروريا لأن «أغلب المنازل فى مصر لا يتوافر بها تكييف»، مؤكدا اختيار الوزارة لأماكن جيدة التهوية لتكون مقار للكنترولات.