داهمت القوات النيجيرية مخبأ لمتشددين إسلاميين في مدينة كانو بشمال البلاد وخاضت معركة استمرت عدة ساعات أسفرت عن مقتل شخص يشتبه في كونه العقل المدبر لهجوم استهدف مصلين مسيحيين يوم الأحد. وجاءت المداهمة في أعقاب سلسلة هجمات يعتقد أنها من تنفيذ جماعة بوكو حرام الإسلامية خلال الأيام الماضية وسقط خلالها 30 قتيلا مما بدد الآمال في أن تشديد الاجراءات الأمنية في الشمال قلص قدرات الجماعة بشكل كبير.
في هذه الأثناء استيقظ سكان منطقة بوبوجاجي الفقيرة في مدينة كانو على أصوات عدة انفجارات مدوية وإطلاق نار، وقالت إنتونيا أوكافور وهي طالبة في جامعة كانو "الوضع رهيب حقا، الجميع داخل منازلهم"، وقتل المئات في أعمال عنف بشمال البلاد وفي العاصمة أبوجا منذ أن بدأ الإسلاميون هجماتهم في عام 2009 مستهدفين السلطات وقوت الأمن ثم الأقلية المسيحية في الشمال في الآونة الأخيرة.
وقال اللفتنانت أيويها أكديشي المتحدث باسم قوة المهام المشتركة في كانو ثاني أكبر مدن البلاد "داهم رجالنا للتو أحد مخابئ (المتشددين)، وعثرنا على متفجرات وأسلحة." وأضاف "قتل المشتبه به الرئيسي" في إشارة إلى من يشتبه في كونه العقل المدبر لهجوم على جامعة في كانو يوم الأحد فتح خلاله مسلحون النار في مسرح يستخدمه المسيحيون للصلاة، وأدى ذلك الهجوم وهجوم آخر يوم الأحد على كنيسة في شمال شرق مايدوجوري المعقل الروحي لبوكو حرام إلى مقتل 19 شخصا.
ورافقت قوات نيجيرية صحفيين إلى ساحة المعركة وهي حي فقير يقع على أطراف منطقة صناعية قديمة، وأحضروا ثلاث نساء وطفلين قالوا أنه جرى إنقاذهم من المنزل الذي تعرض لدمار جزئي بسبب القتال، وانهار الجدار الأمامي للمنزل والسقف الحديدي، وقال البريجادير جنرال الياسو أبا قائد قوات الجيش في كانو "المهمة الاصعب التي نواجهها مع هؤلاء الإرهابيين هي أنهم يعرفوننا لكننا لا نعرفهم، ليسوا متمركزين في مكان بعينه."
وكان القائد العسكري يتحدث أمام المنزل الذي ظهرت عليه آثار الأعيرة النارية، وقال: "قضينا عليهم هنا اليوم لكنهم قد يوجدون غدًا في أماكن أخرى أيضا" مضيفا أنه جرى اعتقال أحد المشتبه بهم لكن اثنين تمكنا من الفرار عبر الباب الخلفي، وقال أكديشي إن أحدهما وهو الخريج الجامعي محمد علي إبراهيم اعتقل في وقت لاحق.
وقال إبراهيم إدريس قائد شرطة ولاية كانو لإذاعة نيجيريا إنه تم ضبط بنادق كلاشنيكوف و467 طلقة ذخيرة و 45 عبوة مليئة بالمتفجرات خلال المداهمة في كانو وهي مدينة إسلامية قديمة كانت ذات يوم مركزًا لطرق قوافل التجارة عبر الصحراء من قلب إفريقيا إلى البحر المتوسط.
وتقاتل بوكو حرام لإعادة بسط الخلافة الإسلامية التي كانت في القرن التاسع عشر في نيجيريا أكثر دول إفريقيا سكانا الذين يبلغ عددهم 160 مليونا يتوزعون مناصفة تقريبا بين المسلمين والمسيحيين، وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون "نحن نستنكر محاولات من يسعون في نيجيريا إلى إشعال التوترات بين المسلمين والمسيحيين"، وهي إشارة إلى ما سمته "الهجوم المشين خلال صلوات كنسية" يوم الأحد.
وأضافت: "نحن نساند من يعترفون بالتنوع العرقي والديني في نيجيريا بوصفه أحد أبرز مواطن قوة هذا البلد"، وحلت هجمات بوكو حرام محل التمرد في منطقة دلتا النيجر الغنية بالنفط كأكبر تهديد أمني لحكومة الرئيس جودلاك جوناثان وهو مسيحي جنوبي واكتسبت قوة دفع منذ فوزه في الانتخابات قبل نحو عام.
وقتل 11 شخصا في انفجار قنبلة أثناء مرور قافلة قائد للشرطة بولاية تارابا في شرق نيجيريا يوم الاثنين، واستهدف مهاجمون انتحاريون مكاتب صحيفة ذيس داي في ابوجا وفي مدينة كادونا الأسبوع الماضي مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وأظهر أن جماعة بوكو حرام ما زالت قادرة على تنفيذ هجمات منسقة.