«قاموا بإقناعى بأنهم دبلوماسيون وأخذوا يفاصلون ببراعة فى ثمن مشترياتهم حتى اقتنعت تماما بأنهم أشخاص طبيعيون، ولم يكن يخطر ببالى أبدا أنهم يمكن أن يكونوا ينتمون لأحد أكبر التشكيلات العصابية»، هكذا يروى نجيم إمام، صاحب محال الرضا للمجوهرات، ل«الشروق»، كيف تعرض للسرقة عن طريق عصابة أفريقية محترفة والتى استخدم أفرادها بطاقات دفع إلكترونية مزورة. وحادثة إمام ليست الوحيدة، فقد شهد أكبر محال مصر عمليات احتيال بقيمة تتعدى نصف مليون جنيه خلال الشهور الأربعة الماضية فقط، عن طريق بطاقات الدفع الإلكترونية المزورة، حيث دخلت عصابات دولية مصر بعد ثورة يناير مستغلة فرصة الانفلات الأمنى لتقوم بسرقة بيانات العملاء من حاملى بطاقات الدفع الإلكترونية ثم تقوم بطباعة وتزوير بطاقات ائتمانية عن طريق استخدام ماكينات طباعة ليزر وأجهزة كمبيوتر وغيرها من الأدوات التى تساعدهم فى عملهم.
ويقوم أعضاء تلك العصابات الدولية باستخدام جوازات سفر دبلوماسية لإضفاء طابع الشرعية على تعاملاتهم مع التجار عند استخدام البطاقات الائتمانية المزورة، كما يقول مصدر مصرفى رفيع المستوى، طلب عدم نشر اسمه، مشيرا إلى أن عددا كبير من هؤلاء من أبناء قارة أفريقيا.
نماذج لعمليات السطو
من أهم عمليات السرقة التى شهدتها مصر فى هذا الإطار قيام مجموعة من الأفارقة النيجيريين يحملون بطاقات ائتمانية مزورة لأرقام تخص بنوكا أجنبية ويحملون جوازات سفر دبلوماسية مزورة بالتوجه إلى محل «راديو شاك» فى «مول كارفور» واستخدام بطاقات ائتمان مزورة لشراء بعض المنتجات. ومن خلال تحقيق البنك الذى تحمل البطاقة المزورة اسمه تبين من موظف فرع راديو شاك أن أوصاف المشترين تنطبق على أوصاف المحتالين الأفارقة الذين تم رصدهم من خلال أكثر من عملية.
وبعد تلك الحادثة بيومين حدثت عملية أخرى لدى «موبيل شوب» فرع فيصل من أحد الأرقام التعريفية المشكوك فيها، وبتحقيق البنك تبين أيضا أن الشخص الذى قام بهذه العملية تنطبق عليه أوصاف الأشخاص الأفارقة النيجيريين المحتالين ومعه سيدة، فطالب البنك التاجر بسرعة التحفظ عليهما وإخطار الجهات المسئولة، وتم الاتصال بمباحث الأموال العامة وفور وصولها تبين أن الشخص المحتال هو أحد أخطر أفراد التشكيل العصابى عالميا والذى تتابعه البنوك والشرطة منذ مدة طويلة والذى كان قد قام قبل هذه العملية بإجراء عمليات نصب ببطاقات مزيفة لدى محال شمس للأجهزة الكهربائية والرضا للمجوهرات فى مصر.
أحمد سراج المسئول عن إدارة مخاطر التجار بالبنك الأهلى المصرى قال ل«الشروق» إن تلك العصابات انتشرت بشدة فى الآونة الأخيرة، موضحا أن هؤلاء الأفراد النيجيريين أحيانا يدخلون مصر بصورة شرعية كسياح مثلا وأحيانا أخرى بصورة غير شرعية عن طريق اللجوء السياسى، ثم يستأجرون إحدى الشقق، وحتى يكسبوا ثقة من حولهم فإنهم يدعون أن جنسياتهم أمريكية وعليه يقومون أيضا بحمل جوازات سفر أمريكية مزورة وتحقيق شخصية وكارنيهات مزورة.
وأشار سراج إلى أن معظم تلك التشكيلات العصابية تقطن منطقة المعادى والبساتين والتجمع الأول ويمارسون أعمال النصب والاحتيال لدى محال مشهورة.
طرق التزوير
وحول أبرز طرق التزوير قال سراج إنها عديدة ومتنوعة وأهمها تلك التى تتم عن طريق قيام العصابة بسرقة بيانات عملاء من فروع لبنوك مصرية وأجنبية فى الخارج عن طريق وضع جهاز سرقة بيانات يدعى «P.O.S» على أجهزة الصرف الآلى ليتم بذلك إرسال جميع بيانات البطاقات المحفوظة على أجهزة الصرف إلى جهاز السرقة، وبذلك يصبح لدى العصابات جميع المعلومات التى يحتاجونها لتزوير البطاقات التى يستخدمونها فى عمليات الاحتيال.
وعندما يحصل أفراد العصابة على تلك المعلومات فى الخارج فإنهم يرسلونها إلى الآخرين عن طريق رسائل الموبايل أو الإنترنت، ليقومون بطباعة البطاقات المزورة على ماكينات طباعة كروت ثم يقومون بتوزيعها على أفراد العصابة.
وتتركز عملية شراء هؤلاء الأفراد على البضائع سهلة الاستعمال والبيع كالأجهزة الكهربائية والمجوهرات والموبايل وخلافه حتى يتمكنوا من إعادة بيعها مرة أخرى والاستفادة من ثمن البيع.
وتسعى البنوك فى مصر حاليا إلى استخدام طرق حديثة بهدف المتابعة شبه اللحظية لجميع التعاملات لدى التجار وذلك لسرعة القبض على العصابات التى أصبحت منتشرة فى مصر، فى ظل مخاوف من أن تؤدى سرقه البيانات من عملاء لبنوك أجنبية واستخدامها على الأراضى المصرية من دخول البنوك المصرية فى منازعات مع البنوك الأجنبية صاحبة البطاقات المصدرة، والتى يتم تحصيل الأموال باسمها وتأخذ البنوك المصرية التى تم التعامل على ماكيناتها رسوم الخدمة فقط.
كيف تحمى بطاقاتك المصرفية؟
● احفظ رقمك السرى وإن اضطررت لكتابته، فلا تحتفظ بالرقم مكتوبا فى محفظتك، أو حقيبتك أو على البطاقة نفسها.
● رقم التعريف الخاص بك هو رقم سرى فلا تكشفه لأى شخص، بما فى ذلك موظفو البنوك، والبائعون فى المحال التجارية، أو عن طريق الهاتف أو لأى جهة أخرى رسمية أو غير رسمية فهو ملكك وحدك.
● عند اختيارك لرقمك السرى راعِ أن يكون مميزا، وتجنب استخدام الأرقام والحروف التى يمكن تخمينها بسهولة أو التى تكشف عنك.
● لا تستخدم الحروف الأولى من اسمك، أو تاريخ ميلادك أو رقم هاتفكم.
● يوصى باصطحاب بطاقة واحدة فقط عند السفر وحفظ الرقم السرى الخاص بها.
● احتفظ بالرقم المتسلسل لبطاقتك الائتمانية والمكون عادة من 16 خانة، وأرقام الهواتف الضرورية للتبليغ عن البطاقات المسروقة فى مكان آمن .
● احمِ بطاقاتك واحرص عليها مثلما تحرص على النقود، ولا تتركها فى أى مكان، كالسيارة، أو المطعم أو على الشاطئ.
● تذكر أن تستعيد بطاقتك بعد الانتهاء من استخدام جهاز الصراف الآلى أو بعد قيامك بدفع قيمة مشترياتك.
● لا تترك بطاقتك بعيدا عن ناظريك قدر الامكان فى أثناء قيامك بأى عملية شراء أو سحب من الصراف الآلى.
● توخى الحيطة والحذر فى التعامل مع الرسائل التى تصلك عبر البريد الإلكترونى وتطلب منك بعض البيانات المصرفية.
● إذا شعرت بالانزعاج من أى ضغط يمارسه عليك مندوب بيع على الهاتف، لا تكشف رقم حسابك إلا بعد التحقق من الشركة وفى حال قررت القيام بعملية الشراء.
● اعرف من فى عائلتك (الزوج/الزوجة، الأبناء، الوالدان) يقوم باستخدام بطاقتك، لأنك ستتحمل وحدك المسئولية عن المشتريات أو السحوبات النقدية التى يقومون بها، سواء تم ذلك بعلمك أو بدونه.
● لا تترك الإيصال فى جهاز الصراف الآلى، واحتفظ دائما بنسخ عن ايصالات مشترياتك، وقارنها بكشف حسابك الشهرى، فهذه هى الطريقة الأفضل للحماية.
● قم باتلاف كل المعلومات المالية التى تتعلق بحسابك أو بطاقاتك المصرفية، قبل قيامك برميها.
مؤسسات بطاقات الائتمان تحذر من عمليات الاختراق
حذرت فيزا وماستر كارد وديسكوفر أكبر ثلاث شركات أمريكية لبطاقات الائتمان خلال الفترة الماضية من اختراق البيانات الشخصية للملايين من أصحاب هذه البطاقات، وهو ما تزامن مع تحذيرات مستمرة من البنك المركزى، مطالبا البنوك باتخاذ كل السبل لتفادى خطر تلك العصابات.
ولم تؤكد الشركات الثلاث العدد الحقيقى للمتضررين من عملية الاختراق، ولكن مصادر مطلعة فى هذا المجال أشارت إلى أنه تم اختراق المعلومات الخاصة ب10 ملايين بطاقة ائتمان عالميا خلال الفترة الماضية، وليس من خلال الاختراق لأنظمة تلك المؤسسات الخاصة بها، بل للنظام الأمنى لمؤسسة أخرى شريكة لها، وقد تكون منافذ التجار والشركات فى الأغلب.
وبحسب مصادر وثيقة الصلة بالموضوع فقد أخطرت البنوك المصرية مؤسسات الدفع الإلكترونى العالمية، بتلك العمليات التى تمت خلال الفترة الماضية على الاراضى المصرية، لأخذ الإجراءات الاحترازية، وإبلاغ المؤسسات المصدرة لتلك البطاقات، والتى يحمل أغلبها الجنسية الامريكية، للتعامل مع البطاقات التى تمت بها عمليات القرصنة التى تمت فى السوق المصرية.
وعلى الرغم من الطفرة التى حدثت فى مجال بطاقات الائتمان فى الدول النامية ومن بينها مصر، فإن مستخدمى تلك البطاقات فيها لا تزيد نسبتهم على 2%، وفى المقابل ترتفع بشدة فى دول أمريكا اللاتينية والكاريبى وفى إسرائيل إلى تبلغ فيها نسبة حملة البطاقات 80% من السكان. تبعا لدراسة أعدها البنك الدولى.
كريم سوس رئيس قطاع مخاطر التجزئة بالبنك الأهلى المصرى أكد ل«الشروق» أن البنك سيقوم خلال الفترة القادمة بعمل دورات تعليمية وتدريبية لتجار البنك وتوعيتهم للحد من عمليات الاستخدام بالبطاقات المزيفة فى إطار ندوات تعليمية سوف يتم عقدها لدى البنك، مضيفا أن عدد التجار الذين سيأخذون هذه الدورات حتى الآن يصل إلى 4000 عميل.
إجراءات ما بعد فقدان بطاقة الدفع الخاصة بك
فى حال فقدان أو سرقة بطاقتك، يتوجب عليك تبليغ أى من الجهات التالية بشكل فورى:
● المصرف مصدر البطاقة، وقد يُطلب منك أيضا الاتصال بالشرطة لتقديم بلاغ خطى.
● مركز فيزا أو مركز الماستر كارد.
● الاتصال بأى بنك عضو يضع إشارة فيزا أو ماستر كارد حسب نوع بطاقتك.