وسط هذا الكم من الانتقادات والاختلافات حول حيادية القنوات الإخبارية وبرامجها وتحليلاتها، مازالت المنطقة العربية تشهد ميلاد قنوات جديدة هدفها المشاهد العربى، من هذه القنوات «سكاى نيوز عربية» التى أعلنت أنها ستبث على مدى اليوم وتقف عند كونها قناة تلتزم بتقديم أخبار مستقلة وموضوعية للمشادة وتضمن عدالة ودقة وتناسق المعلومة. سألت د. ياسر ثابت رئيس تحرير قناة سكاى نيوز عربية: كيف تتم تلك الاستقلالية؟ فقال: من خلال مراقبتنا للمحتوى التحريرى من امتلاك ميثاق لاستقلالية الأخبار، وذلك من خلال التدريبات للمذيعين الذين تم اختيارهم من خلال إجراء بحث استطلاعى ومقابلات معمقة لتعزيز توجه القناة فى تقديم الخدمة الإخبارية المستقلة.
وأضاف: هناك حاجة ضرورية الآن على الساحة العربية لوجود مزيد من الأصوات الإخبارية التى تنقل الأحداث بصدق، فور وقوعها دون الوقوع فى فخ التوجه الفكرى، خصوصا أننا نمر بتحولات بالغة الأهمية فى الشرق الأوسط.
علينا أن ننقل الأخبار كما هى دون أهداف مسبقة وليس وفقا لأجندات معينة، وحتى بدون مجالات تتعلق بالنقاش حوله، أو ما شابه من برامج التوك شو، فقط سنهتم بالخبر كما هو، ولا وجود لأى برامج على شاشة القناة، لا حوارية ولا غيرها ولا وثائقيات، وسوف يكون هناك تركيز على المنطقة العربية، وما يحدث بها من فعاليات سياسية واقتصادية ورياضية وفنية وبيئية، وسيكون هناك تنوع لمنصات التواصل الإعلامى مع الجمهور عبر المراسلين وشبكات تويتر.
لكن كيف ستواصل القناة بثها على مدى اليوم بدون تفاعل برامجى؟
سنهتم بطرح الآراء والتعليقات السريعة لضيوف فى إطار خبرى وليس «سجال» بين طرفين، وسيكون الهدف هو صحافة تليفزيونية للمواطن، حيث يستطيع المشاهد أن يشارك بما يملكه من صور ووقائع للأحداث فى أى عاصمة عربية. وأشار ياسر ثابت: نقر بأن المشاهد العربى ضاق بما يشاهده على قنوات عديدة وبما فيها القنوات الدينية، لكن التحدى الحقيقى هو ألا تتحول الشاشة إلى مكلمة، فتوافر أخبار ومعلومات مع اهتمام بالصور والشكل والخرائط والفيديوهات، اهتمام بما قل ودل وبالتنوع عبر الوسائط الإلكترونية التى يلتف حولها الشباب حاليا. فنحن لدينا فى المنطقة شريحة ضخمة من الشباب تجسد 60٪ من السكان، بينما أوروبا تشيخ، وهؤلاء علينا جذبهم إلى الشاشة، وهم مطئنون لمصداقية الخبر «الخام».
ونبه إلى أن بطء الإيقاع وعدم الاهتمام بالصورة يشعر الناس أحيانا بأن شاشات التليفزيون لا تختلف عن الراديو، وأؤكد أنه لا توجد دراسات حقيقية تؤكد ميل المشاهد إلى البرامج، لذا فالجانب الآخر من الصورة الإخبارية مهم دون أن تتحول إلى منبر خلاف وصراخ وجدل، فقط الشفافية. ومن المهم أن تكون العين الراصدة للخبر تعرف الوضع الدقيق للبلد والتحليل السليم له، لأنه أحيانا هنا من ينقلون الخبر من المحطات الخارجية دون معرفة بطبيعة البلد وتقاليده وثقافته، وهو ما يفقده دقة المعلومة.