خيمت أجواء من الحزن على احتفالات الكنائس المصرية بعيد القيامة المجيد، مساء أمس الأول، على خلفية وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذى يغيب عن احتفالات عيد القيامة، لأول مرة منذ صعوده لكرسى الباباوية قبل 41 عاما. وقررت كنائس محافظة الوادى الجديد، إلغاء مظاهر الاحتفال الاجتماعية والرسمية، ومنعت دق أجراس الاحتفال، حدادا على رحيل البابا، لتقتصر المناسبة على إقامة قداس وصلوات عيد القيامة.
وغاب عن حضور القداس، اللواء طارق المهدى محافظ الوادى الجديد، بعد إبلاغه بإلغاء الاحتفال الرسمى، واكتفى بإجراء اتصال تليفونى بالقمص بيشوى المحرقى، راعى كنيسة السيدة العذراء فى الخارجة، أكبر كنائس المحافظة.
ولم يختلف الأمر كثيرا فى محافظة أسيوط، التى قررت مطرانيتها إلغاء الاحتفالات الرسمية بالعيد، والاقتصار على تلقى برقيات التهانى، واعتذر المطارنة للواء السيد البرعى محافظ أسيوط، واللواء محمد إبراهيم مدير الأمن عن استقبال المهنئين رسميا.
ومن جهة أخرى، أعرب عدد من شيوخ الدعوة السلفية والجماعة الإسلامية فى المحافظة، عن غضبهم مما قالوا إنه «خروج من الشباب والفتيات الأقباط عن تقاليد المجتمع المحافظ، وارتداء الملابس المخالفة التى تثير حفيظة الشباب المسلم، فى ليلة احتفالات العيد»، وقال الشيخ حمادة نصار المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية فى أسيوط، «الأقباط لهم كامل حقوقهم فيما يعتقدون، حيث إن الأمر على سبيل الإباحة، ولكن ينبغى على شركاء الوطن من الأقباط، مراعاة شعور الأغلبية المسلمة».
وشهدت الشوارع المحيطة بكنائس المحافظة، وجودا أمنيا مكثفا من جانب قوات الأمن المركزى والمباحث الجنائية، لتأمين صلاة قداس عيد القيامة، وتم لأول مرة وضع بوابات إلكترونية لكشف المعادن والمتفجرات، على مداخل الكنائس والأديرة فى المدن والقرى، تحت إشراف أجهزة الأمن.
وفى محافظة أسوان، قام المصلون برفع لافتات وصور للبابا شنودة، خلال الاحتفالات بعيد القيامة، فيما شهدت الاحتفالات إقبالا من القيادات الشعبية والتنفيذية فى المحافظة على تهنئة الأقباط، فى مختلف الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية. ومن جانبه، أعرب الأنبا هدرا مطران أسوان عن تقديرية وامتنانه، لما لمسة من مشاركة عشرات المسلمين فى تهنئة إخوانهم الأقباط فى احتفالات عيد القيامة، «بما يعكس تماسك وترابط عنصرى الأمة فى الأعياد وفى مواجهة الأزمات».
ومن جهته، أعلنت مديرية أمن القليوبية حالة الاستنفار الأمنى بين الضباط والجنود التابعين لها، للمشاركة فى تأمين الكنائس خلال عيد القيامة المجيد، وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة حول الكنائس والأديرة، لتأمين قداس عيد القيامة.
وشملت خطة تأمين القداس فى القليوبية، توسيع دائرة الاشتباه، ونشر العديد من النقاط الأمنية، ومنع وقوف أى سيارات خارج الكنائس، مع وجود ضباط الخدمات أمامها، وتشديد الإجراءات الأمنية والأكمنة على الطرق السريعة.
وفى محافظة سوهاج، توجه المحافظ اللواء وضاح الحمزاوى، إلى مطرانية الأقباط الأرثوذكس، لمشاركتهم احتفالات عيد القيامة، وكان فى استقباله الأنبا باخوم مطران سوهاج والمراغة والمنشاة، والذى توجه بالدعاء إلى الله بأن يحفظ مصر والمصريين من كل سوء، فيما قدم المحافظ تهنئته له.
وزار د.عزت سعد محافظ الأقصر، واللواء أحمد ضيف صقر مدير الأمن، دير القديسين فى منطقة الطود، وكنيسة السيدة العذراء، كما قاما بزيارة الأنبا يؤانس زكريا مطران الأقباط الكاثوليك، لتقديم التهنئة بعيد القيامة.
وفى أجواء خيمت عليها مشاعر الحزن لوفاة البابا شنودة، ووسط إجراءات أمنية مشددة، احتفلت كنائس قنا بعيد القيامة المجيد، وشهدت مطرانيتى قنا ونجع حمادى توافد المئات من الآقباط، لأداء القداس.
واستقبلت مطرانية الأقباط الأرثوذكس بوسط قنا، المهنئين، والذين كان على رأسهم اللواء عادل لبيب محافظ قنا، واللواء صلاح مزيد مدير الأمن، وعدد من وكلاء الوزارات والمسئولين التنفيذيين، وكان فى استقبالهم الأنبا شاروبيم، أسقف قنا وتوابعها، والذى قال إن «الحداد على وفاة البابا شنودة، ألغى مظاهر الاحتفال بعيد القيامة هذا العام».
ومن جانبها، عززت قوات الأمن من وجودها أمام الكنائس، وقالت مصادر أمنية ل«الشروق» إنه تم تشديد الحراسات على الكنائس التى سيكون فيها احتفالات، بوضع 20 ضابطا وجنديا أمامها، بالإضافة إلى نشر السيارات المدرعة وقوات الأمن المركزى فى الميادين العامة.
شارك في التغطية: عمرو بحر ويونس درويش وحمادة بعزق وحسن صالح ومحمد عبده وأحمد أبوالحجاج وحمادة عاشور.