حالة من الغموض تسود موقف مشاركة المطربين المصريين فى الدورة المقبلة لمهرجان قرطاج الموسيقى الدولى خاصة أن إدارة المهرجان لم تعلن حتى الآن دخولها فى مفاوضات مع أحدهم، وهو ما يرجح احتمال غيابهم عن المهرجان للعام الثالث على التوالى. كانت آخر مشاركة للمطربين المصريين بالمهرجان فى دورة عام 2009 التى شهدت حضور المطربين عمرو دياب وإيهاب توفيق فضلا عن المطربة شيرين عبدالوهاب.
وعلى الرغم من أن الأزمة التى أثارها التصريح الشهير لوزير الثقافة التونسى مهدى مبروك بحرمان من أسماهم ب«مطربى العرى» من الغناء فى الدورة المقبلة لمهرجان «قرطاج» الدولى كانت تتعلق باللبنانيات أكثر من المصريات حيث خص بالذكر نانسى عجرم وهيفاء وهبى وإليسا، إلا أنه ذكر كذلك اسم المطربة شيرين عبدالوهاب وتامر حسنى.
وسرعان ما تم تدارك الأمر بالإعلان عن ترحيب الوزير بالأصوات المصرية واللبنانية، وأوضح مهدى مبروك حينها أن اللجان المختصة باختيار الفنانين المشاركين فى المهرجان هى التى ستقوم باختيار من سيشارك فيه بناء على المعايير الفنية ورأى الجمهور.
لكن الأمر بقى مجرد تصريحات لم يتم ترجمتها حتى الآن إلى مفاوضات بالنسبة للأصوات المصرية، وما أن ترددت شائعات حول دخول المهرجان فى مفاوضات مع المطربة شيرين لتغنى فى قرطاج حتى سارعت الأخيرة لنفيها قائلة إنها لم تتلق أى دعوة من القائمين على المهرجان.
وفى المقابل أعلن المهرجان بالفعل تفاوضه مع عدد من مطربى لبنان للغناء بالمهرجان ووصل الأمر حد غزل الوزير التونسى وإشادته بعدد من الأصوات قائلا إنه يرحب بمشاركة فنانين مثل نجوى كرم، عاصى الحلانى، جوليا بطرس وزياد الرحبانى لأنهم يناسبون المعايير التى ستطبّق على مهرجان قرطاج والشبيهة بمعايير مهرجانى (بعلبك، بيت الدين) فى لبنان.
ولم يفوت المطرب اللبنانى عاصى الحلانى الفرصة فرد على الوزير التونسى بالإعراب عن سعادته بتلك الإشادة، معتبرا أن هذا التصريح بمثابة تقدير كبير من تونس ومن جمهورها الذى طالما قدّم لنا محبته وإعجابه، وقال إن الوقوف على مسرح قرطاج له رهبته، وهو كان دائما يحسب لهذه الوقفة حسابها الصعب.
وكان الوزير التونسى قد كشف قبلها عن دخول المهرجان فى مفاوضات مع المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز للغناء بالمهرجان، وكذلك التفاوض مع سيلين ديون وإلتون جون لإحياء حفلات بالمهرجان.
ورفض الوزير الربط بين موقفه من رفض الاستعانة بأسماء بعينها وانتمائه لحزب النهضة الإسلامى فى تونس، معتبرا أن المهرجان يطبق معايير فنية بحتة.
وخلت دورة عام 2010 من المطربين المصريين حيث اقتصرت على (لطفى بوشناق، كاظم الساهر، سميرة سعيد، ماجدة الرومى، صباح فخرى، والفنان الإيطالى ايروس رامزوتى، مقداد السهيلى، نجاة عطية، الهادى حبوبة، شكرى بوزيان).
والأمر نفسه بالنسبة لدورة 2011 حيث اقتصرت المشاركة على (الفنان العالمى يانيك نواه، والفنانة لطيفة، جورج وسّوف، فارس كرم، فارس كرم، محمد عبده).
يذكر أن مهرجان قرطاج الدولى يقام فى الفترة الممتدة من منتصب شهر يوليو إلى منتصف شهر أغسطس منذ عام 1964 بمدينة قرطاج الساحلية، الواقعة قرب مدينة تونس، ويحتضن المسرح الأثرى بقرطاج فعاليات هذا المهرجان.
ويعد مهرجان قرطاج من أبرز المهرجانات العربية وأعرقها، وقد استقطب المهرجان منذ انطلاقته الرسمية كبار الفنانين العالمين والعربيين مثل شارل أزنافور وأم كلثوم وفيروز وعبدالحليم حافظ وماجدة الرومى وغوغوش ونجاة الصغيرة ومريام ماكيبا وجورج وصابر الرباعى والشاب خالد وغيرهم من الأسماء.