مع تضارب التصريحات حول انحسار مرض الحمى القلاعية تدريجيا اعتمادا على زيادة درجات الحرارة خلال الفترة الحالية من العام ومع بداية موسم الربيع حيث يقل نشاط الفيروس كلما ارتفعت درجة الحرارة إلا أن وزير الزراعة أبدى تخوفا من زيادة الرياح خلال نفس الفترة خاصة رياح الخماسين التى قد تؤدى إلى زيادة الإصابة وانتشار المرض وهو ما ترجحه التقارير الصادرة عن المحافظات التى تشير إلى استمرار الزيادة فى حالات الإصابة التى وصلت إلى أكثر من 45 ألف حالة وقال الوزير «للشروق» نأمل خلال الأيام القادمة انحسار الإصابة لتبدأ الوزارة فى تحصين الحيوانات السليمة بالأمصال التى رصدت لها المالية 10 ملايين جنيه لشرائها. من جانبها شنت شعبة القصابين «الجزارين» بالغرفة التجارية هجوما حادا على شوادر بيع اللحوم المنتشرة بالقاهرة والمحافظات وحملتها جانبا من مسئولية تفشى مرض الحمى القلاعية وقد اتهم أعضاء الشعبة الشوادر ببيع اللحوم المستوردة المخالفة للشروط الصحية إلى جانب بيع المواشى النافقة مشيرين إلى أن من يعملون بهذه الشوادر مجموعة من البلطجية والخارجين عن القانون مطالبين بضرورة إلغاء هذه الشوادر وعدم منح المحافظين تراخيص بإنشائها وإخضاع الشوادر القائمة بالفعل للإشراف البيطرى والجهات الرقابية.
أمراض أقل تأثيرًا
على عكس التصريحات الرسمية توقع محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين، انحسار مرض الحمى القلاعية خلال أسبوعين يتم بعدها إلغاء حظر انتقال المواشى بين الأسواق، مؤكدا ثبات أسعار بيع اللحوم عند 70 جنيها للقطع الممتازة، و65 جنيها للقطع العادية مرجعا عدم ارتفاع الأسعار عقب انتشار المرض إلى إحجام المستهلكين عن شراء اللحوم وغياب الطلب عليها إلا أنه أكد زيادة الأسعار بشكل ملحوظ خلال الشهور القليلة القادمة وأشار وهبة إلى تعرض المواشى لأمراض أخرى مع دخول فصل الربيع مثل أنواع من الحمى والديدان الطفيلية لكنها غير ذات تأثير، مطالبا المستهلكين بشراء اللحوم من أماكن آمنة ومن الجزار الموثوق فيه وأكد وهبة أن سوق اللحوم لن يتحرك ويتجاوز الأزمة إلا بعد عيد شم النسيم وذلك فى حالة احتواء آثار المرض.
البديل.. الجزار التعاونى
محل جزارة تعاونى مميز على نمط البقال التموينى يخضع لرقابة الدولة تضمن له الحكومة توفير حصة أسبوعية من اللحوم البلدية أو المستوردة تباع فيها اللحوم بسعر مناسب وبشرط عدم تعامل البقال التعاونى مع الشركات المستوردة للحوم هو البديل الأمثل للشوادر التى تملأ الأسواق وتباع فيها لحوم مجهولة المصدر ومصابة بالأمراض بحسب محمد شرف نائب رئيس شعبة الجزارين واصفا أكشاك وشوادر بيع اللحوم بالكارثة على المجتمع المصرى لافتقادها للشروط الصحية التى تطبق على محال الجزارة مثل وجود ثلاجة لحفظ اللحوم، وضرورة نظافة الأرضيات والحوائط المغطاة بالسيراميك والحرص على نظافة مائدة و«قورمة» تقطيع اللحوم.
كارثة فى رمضان
من جهته توقع هيثم عبدالباسط، عضو الشعبة، زيادات كبيرة فى أسعار اللحوم خلال الفترة المقبلة والسابقة على شهر رمضان وهو ما سوف يشكل كارثة بسبب نقص المعروض من اللحوم ولنفوق أعداد كبيرة من العجول البتلو نتيجة إصابتها بمرض الحمى القلاعية مشيرا إلى أن مرحلة تسمين العجول تستغرق شهورا مطالبا الحكومة بضرورة تعويض أصحاب المزارع والفلاحين وسرعة حصر المتضررين. ويرى هيثم أهمية التشديد على عدم ذبح البتلو والإناث نهائيا وقال إن طلب المستهلكين على البتلو محدود لا يزيد على 10% من حجم الطلب الكلى على اللحوم فضلا عن أن الفنادق والمطاعم لا تستخدم اللحوم البتلو لكنها تستخدم اللحم الفلتو إلى جانب ارتفاع سعر بيع كيلو البتلو الذى يصل إلى 120 جنيها، وقلل هيثم من أهمية قرار وزير الزراعة باستيراد 10 آلاف من الرءوس الحية من كل من إثيوبيا والسودان وبيعها ب25 جنيها للكيلو لمواجهة ارتفاع الأسعار والنقص فى المعروض من اللحوم قائلا للأسف هذه الكميات لا تكفى استهلاك يوم واحد.
وقال هيثم إن الشعبة قررت إرسال مذكرة إلى كل من وزير الزراعة ورئيس الوزراء بأن يوجه مبلغ ال450 مليون جنيه الذى قررته وزارة المالية لدعم مشروع البتلو الذى توقف بعد انتشار مرض الحمى القلاعية إلى استيراد مكونات الأعلاف من ذرة صفراء وردة وفول صويا وتوزيعها على المزارعين بأسعار ميسرة تمكنهم من تربية المواشى خاصة أن الظروف الحالية لن تمكن المربين من تحمل تكاليف مدخلات الإنتاج ومواجهة ارتفاع أسعار الأعلاف عالميا كما طالبت الشعبة بتوفير الرعاية البيطرية المناسبة وإطلاق القوافل البيطرية بالمحافظات لإجراء الفحص الدورى على المواشى حيث أكد محمد وهبة أن العجل البلدى على وشك الانقراض وهو ما يتطلب الحفاظ على سلالته وتحسينها وطالبت الشعبة بإنشاء مجلس أعلى للثروة الحيوانية والداجنة يختص بشئون تنمية هذه الثروة ويكون مستقلا فى نشاطه عن وزارة الزراعة وتوفر له جميع الصلاحيات.