أكد الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار عمق العلاقات المصرية اليابانية عبر سنوات طويلة من التعاون المشترك .. لافتا الى دعم الحكومة اليابانية المستمر لمصر على كافة المستويات والمجالات وخاصة فيما يتعلق بالمجالات الآثرية والثقافية. وقال وزير الآثار إن اليابان كانت وما زالت من أهم شركاء مصر فى دعم العمل الآثري متمثلة فى البعثات الآثرية اليابانية التى تعمل فى مصر وتقوم ايضا بالمساهمة الفنية للحفاظ على تراث وحضارة مصر باعتبارها ملكا للبشرية كلها وليس لمصر فقط .مضيفا:يأتى على قمة هذا التعاون ما تقدمه الحكومة اليابانية من دعم فني ومالي لبناء أكبر صرح متحفي متخصص فى العالم متمثلا فى المتحف المصرى الكبير الذى سيكون منارة حضارية وثقافية ونافذة تطل منها البشرية لتشاهد عظمة الحضارة المصرية القديمة فى أكبر متحف فى العالم عام 2015.
وقال وزير الآثار ان معرض (توت عنخ امون..العصر الذهبى للفراعنة) الذى يقام بمدينتى اوساكا وطوكيو لمدة عام وسيفتتح للجمهور بمدينة أوساكا نهاية هذا الأسبوع بعد افتتاحه رسميا 18 يناير الماضى سيسهم بشكل كبير فى مزيد من الترويج للحركة السياحية اليابانية الوافدة الى مصر وزيادة نصيب مصر من حجم السوق السياحى اليابانى خاصة من الأجيال الشابة خاصا وان الشعب اليابانى مثقف وعاشق ومولع بالحضارة المصرية القديمة مشيرا الى ان جميع مؤشرات بيع التذاكر تؤكد أن المعرض سيلقى اقبالا كبيرا من اليابانيين ويتوقع ان يزوره اكثر من ثلاثة ملايين زائر خلال جولته بالمدن اليابانية.
وطاف معرض "توت عنخ امون" بعض الدول الأوروبية وامريكا واستراليا وأخيرا يختتم جولته التى بدأت منذ عام 2002 باليابان لمدة عام سفيرا لمصر سياحيا واثريا وثقافيا مؤكدا عظمة الحضارة المصرية على مر التاريخ .
وجدد الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار خلال تصريحه لوكالة أنباء الشرق الأوسط بهذه المناسبه دعوته الى الحكومة والشعب اليابانى للعودة الى زيارة مصر من جديد للتعرف على مصر اليوم بعد ثورة 25 يناير المجيدة التى اعادت اكتشاف مصر وشعبها الأصيل الذى سوف يواصل مسيرة البناء والحضارة التى بدأها الاجداد قبل سبعة الاف عام مضت وستظل مصر بلد الامن والاستقرار التى ترحب بزائريها بكل الحب والود وكرم الضيافة....لافتا الى أن اعادة تشغيل خط شركة مصر للطيران (القاهرة - طوكيو ) اوائل شهر ابريل المقبل سيكون داعما مهما لعودة الحركة السياحية اليابانية الى مصر قريبا.
من جهته ، قال عادل عبد الستار رئيس قطاع المتاحف إن معرض توت عنخ امون باليابان يضم 122 قطعة أثرية نادرة من كنوز الملك الشهير توت عنخ امون صاحب أهم وأشهر مقبرة فى تاريخ الحضارة المصرية لاكتشافها لاول مرة كاملة حيث نجت مقبرته على مدى آلاف السنين من عبث لصوص الآثار والمقابر الملكية فى العصر القديم لتكون شاهدا على كثير من الحقائق والمعلومات الدقيقة عن فترة مهمة من تاريخ مصر القديم .
وأضاف عبد الستار ان القطع المشاركة فى المعرض ترجع للملك توت عنخ آمون وعائلته وهى تمثل حقبة تاريخية مهمة من تاريخ مصر القديم وأن هذه المجموعة خرجت من مصر أول مرة عام 2002 من خلال معرض يجوب قارات العالم حيث عرض المعرض ، بداية فى سويسرا ثم ألمانيا لمدة عام فى كل مدينة ثم عرضت فى الولاياتالمتحدةالأمريكية لمدة ثلاث سنوات بعدد من المدن الامريكية شملت لوس انجلوس، شيكاغو، فيلادلفيا ونيويورك، ثم انتقل الى لندن لمدة عام ثم عاد الى امريكا مرة اخرى ثم ذهب الى استراليا ليعرض بمدينة ملبورن الشهيرة فى اكتوبر 2010 لينتقل مؤخرا الى اليابان بداية العام الحالى 2012 ليعرض لمدة عام اخر بمدينتى اوساكا وطوكيو وبعدها يعود الى ارض الوطن من جديد الى المتحف المصري.
من جانبه ، أعرب "جان شى هورى" المدير التنفيذى للشركة المنظمة للمعرض عن ترحيب اليابان بمعرض آثار مصر في ماضيها الذهبي وافتتاحها له مؤكدا ان متحف (يمبوزان ) أشهر المتاحف اليابانيه أعيد تصميمه وصياغته ليتلاءم مع عرض الآثار المصرية الفريدة.
وأضاف:إن هذا المعرض سيتعلم منه العالم أن مصر ذات حضارة عريقة وتاريخ عظيم وأنها كانت تحكم العالم والمصريون هم الذين علموا البشرية كلها..وإن تنظيمه لمعرض توت عنخ امون فى اليابان وتمويله لاقامة المعرض جاء انطلاقا من التزامه بدوره في اتاحة الثقافة والمعرفة من خلال عرض تاريخ الفراعنة.
وأشار الى اعادة تنظيمه واعداده وصياغته على مساحة 3000 متر واقامة صالات جديدة وأدوار سفلي لعرض ملامح الدولة الحديثة وقطع اثرية للملك توت عنخ آمون وحلي وقلادات الملكات والأميرات من الدولة الحديثة ونبذة تاريخية فى كتيبات فاخرة عن قصة اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون علي يد عالم المصريات الانجليزي هوارد كارتر عام 1922 والاسلوب العلمي والدقة المتناهية التي استخدمت لضمان المحافظة علي الآثار المصرية وذلك بمصاحبة عرض فيلم تسجيلي عن تغليف ونقل الآثار وجزء من انشطة وجهود وزارة الاثار فى حماية آثارها واسلوب الترميم والكشف عن الاثار قدمته وزارة الاثار خلال الافتتاح الرسمى للمعرض وسيعرض على الجماهير اليابانية ليعرفوا قيمة ما يشاهدون وخاصة الشباب الذى يرى الآثار المصرية والتى قرأ عنها فى الكتب ليجدها واقعا حقيقيا أمامه.
وأوضح أن معرض الملك الذهبى توت عنخ امون يضم أدوات استخدمت في عملية الدفن الملكي والحياة اليومية في مصر القديمة وأوعية بها كبد واحشاء الملك توت المحنطة وعربته الحربية ومستندات تشرح الاساليب الطبية الحديثة والخاصة بتحليل الحمض النووي الذي أجري للملك والتي تكشف اسرارا جديدة عن أسرته وكيف مات افرادها ونسخة مماثلة للمومياء الحقيقيه للملك الموجودة بالمتحف المصري بالقاهرة.