أكد منصور بريك رئيس أثار منطقة الأقصر أن طريق الكباش الذى يربط بين معبدي الأقصر والكرنك، والذى يعد أطول طريق مقدس شيدته الحضارة المصرية القديمة حيث يبلغ طوله حوالي 3 كيلومترات، ويقع على جانبيه 1050 تمثالا فى صورة كبش وأبوالهول، هو حلم كل أثري في مصر. وأكد بريك على أن هذا الطريق سيكون معلما أثريا ومنفذا سياحيا جديدا أمام السياحة الدولية والمحلية، وأفاد بأن هذا الطريق سيربط بين معبدي الأقصر والكرنك من خلال ممشى بديع تحيطه قدسية المكان مع مشروع إضاءة حديث يجرى تنفيذه حاليا وفق مواصفات خاصة تسمح بالزيارة على مدى اليوم ليلا ونهارا.
ونوه أن أعمال الحفائر والترميم بمشروع الطريق بدأت منذ ست سنوات، قائلا إنه يمكن أن "نطلق على هذا الطريق أكبر مشروع إنقاذ أو حفائر أثار بعد إنقاذ أثار النوبة؛ حيث يعمل بحفائر الطريق أكثر من ألفى عامل ونحات وأثرى فى منظومة رائعة مصرية مائة بالمائة، وبتكلفة 70 مليون جنيه".
وقال بريك إنه سيتم افتتاح الطريق جزئيا على مرحلتين الأولى كما أعلن وزير الآثار نهاية مارس الحالي ويبلغ طولها حوالي ألفى متر فيما يبلغ طول الثانية والأخيرة حوالي 700 متر.
وعن بعض معوقات المرحلة الثانية، أفاد منصور بريك رئيس أثار منطقة الأقصر بأن الطريق كان يعترض مساره حوالى 6 مساجد وكنيستان هما الإنجيلية والأرثوذكسية وتم بالفعل إزاحة المساجد من مسار الطريق وتم إقامتها بمناطق بديلة ونجحت جهود محافظ الأقصر فى الاتفاق مع الكنيسة الإنجيلية على نقلها من مسار الطريق وإقامتها فى منطقة أخرى جنوب السكة الحديد. وقال بريك إن المفاوضات لاتزال جارية على إزاحة الكنيسة الأرثوذكسية من مسار الطريق؛ مؤكدا أنه بعد الانتهاء من إزاحة هذه الكنيسة ستستغرق المرحلة الثانية والأخيرة من المشروع 12 شهر تقريبا.
ونوه بأن الأقصر تعمل بها حوالي 30 بعثة أثار أجنبية فى أعمال التنقيب والاكتشافات والترميم من جنسيات مختلفة، ولم تتوقف بعثة واحدة عن العمل أو الحفر أو الترميم منذ قيام الثورة وحتى الآن، حيث رفضت البعثات الأجنبية مغادرة مصر أو الأقصر أو وقف العمل نظرا للأمان الذى شهدته وتشهده الأقصر على مر تاريخها وحبها لزوارها وحسن ضيافتهم.
وعن أحدث الاكتشافات بالمدينة، قال منصور بريك رئيس أثار الأقصر إن بعثة الأثار المصرية العاملة أمام معبد الكرنك برئاسة الأثرى الطيب غريب اكشفت أكبر سد شيدته الحضارة المصرية القديمة على ضفاف النيل أقيم لحماية المعابد من فيضانات النيل..كما اكتشفت 560 مترا من جسم السد بارتفاع 9 أمتار من الحجر.
وأوضح بريك أن طمى النيل فى العصور المتأخرة على مدى سنوات غطى جسم السد والسلم الصاعد من النيل بالكامل واختفى تماما، لافتا إلى أن البعثة المصرية عثرت أيضا أثناء أعمال الحفائر بحثا عن بقية السد على مدينة بطلمية رومانية أقيمت فوق السد الذى غطاه الطمى وأخفاه تماما.
وأفاد بأن البعثة اكشفت من حوالى أسبوعين حماما رومانيا ضخما، وأثناء الكشف وأعمال الحفائر عثر على باب وهمى من الجرانيت الأحمر لوزير حتشبسوت تحتمس الثالث، وكان شخصية مهمة وله مقبرتان بوادى الملوك رقمى (131 و61) وكان عم للوزير رخمى رع .. مشيرا إلى أن أهمية الكشف ترجع إلى أنه الأثر الأول لهذه الشخصية حيث لم يعثر من قبل عن أى أثار نهائيا باسمه إلا هذا الباب الذى سيتم عرضه فى القاهرة قريبا بمتحف الحضارة بالفسطاط.
وعن أهم أعمال الترميم بأثار الأقصر، قال بريك إنه تم الانتهاء من مشروعين مهمين بالتعاون مع المعونة الأمريكية والهيئة القومية للصرف الصحى ومياه الشرب لحماية أثار الأقصر لمعالجة المياه الجوفية أسفل معابد الأقصر ومعابد البر الغربى..مؤكدا على أنه بدون هذين المشروعين لهددت المياه الجوفية المعابد بالانهيار.
وأرجع منصور بريك رئيس أثار الأقصر أسباب ارتفاع منسوب المياه الجوفية أسفل معابد الكرنك والأقصر إلى زراعة قصب السكر، الذى يظل فى الأرض لفترة أربع سنوات، ويتم ريه بالغمر طوال هذه المدة مما يسبب رشحا للمياه التى تهبط لأسفل المعابد وتهددها. وقال بريك إن معابد البر الغربى تعانى أيضا من ارتفاع منسوب المياه الجوفية أسفلها وتعانى نفس المخاطر، وقامت المعونة الأمريكية بمشروع عاجل مماثل لما تم بمعابد البر الشرقى الذى افتتح العام الماضى.
وقال إن من أهم مشروعات الترميم بالبر الغربى مقبرة الملك مرنبتاح ابن الملك الشهير رمسيس الثانى بوادى الملوك، حيث تعمل بعثة أمريكية فرنسية فى مشروع ترميم المقبرة بالكامل وترميم التابوت وإعادة تجميعه وإعادته إلى حالته الأصلية لأول مرة ..موضحا أن المقبرة يجرى بها حاليا تركيب نظام إضاءة حديثة لافتتاحها للزيارة لأول مرة مع افتتاح طريق الكباش ومعبد خنسو.
وتابع "لدينا بوادى الملوك حاليا 12 مقبرة مفتوحة للزيارة السياحية ننتقل بينها بمعدلات متساوية حفاظا على المقابر والنقوش لأنها ثروة مصر التى نحميها ونحافظ عليها لنسلمها إلى الأجيال القادمة بروعتها وجمالها سليمة لتظل أثارنا المصرية خالدة خلود الزمان".