قتل أكثر من مئة جندي يميني، في هجوم نسب إلى تنظيم القاعدة، ويعد من أخطر الهجمات على الجيش في بلد يكاد يبدأ عملية انتقالية سياسية مع تنحي الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وكان الرئيس اليمني الجديد عبد ربه هادي منصور، أكد أن مكافحة تنظيم القاعدة ستكون من أولوياته خلال ولايته التي تستمر سنتين. لكن في يوم أدائه القسم في 25 فبراير، قتلت الشبكة 26 من جنود الحرس الجمهوري قوات النخبة في الجيش، في المكلا (جنوب شرق)، ومنذ ذلك الحين تضاعفت الهجمات التي نسبت إلى القاعدة، وبلغت أوجها في الاعتداء الذي استهدف أمس الأحد، ثكنة الكود في محافظة أبين بجنوب اليمن، وأدى إلى سقوط 103 قتيل بحسب حصيلة جديدة من المستشفى العسكري في عدن.
وقال مسؤول طبي في المستشفى: "إان الحصيلة ارتفعت إلى 103 جنود قتلى بعد وفاة العديد من العسكريين متأثرين بجروحهم"، وأشارت حصيلة سابقة إلى سقوط 78 قتيلا، وأفاد مصدر عسكري أن مسلحين ينتمون إلى القاعدة نفذوا في البداية هجومًا انتحاريًا قرب ثكنة الكود، ثم استولوا على أسلحة وشنوا هجومهم على الجنود.
ويُعد هذا الهجوم من أكثر الهجمات دموية على القوات المسلحة اليمنية في جنوب اليمن، حيث يتزايد وجود القاعدة، وقتل 25 مهاجمًا في المعارك التي تلت في الثكنة الواقعة قرب زنجبار عاصمة محافظة أبين، التي يسيطر عليها مقاتلو القاعدة منذ مايو 2011.
وتحدث مسؤول عسكري، طلب عدم كشف هويته عن "مجزرة"، وأفاد ضابط في الجيش أن جنود ثكنة الكود "فوجئوا" بهجوم "أنصار الشريعة" وهي جماعة تؤكد ارتباطها بتنظيم القاعدة، وتسيطر منذ مايو على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، وأكد بعض الجنود الذين نجوا من الهجوم أن المهاجمين حظوا بتواطؤ من جانب الجنود المتمركزين في الكود.
وقال أحد هؤلاء الجنود: "إنها مؤامرة لأننا هوجمنا من الوراء، مع تواطؤ قسم من الحرس الذين سلموا أسلحتهم وسياراتهم إلى المهاجمين".
وأضاف: "لم يصب أحد من هؤلاء الأخيرين بجروح في الهجوم"، فيما اتهم الضابط في الجيش عسكريين موالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، بالتواطؤ مع المهاجمين، وقالت مصادر عسكرية إن المهاجمين أسروا 56 جنديًا بينهم سبعة ضباط.
وصرح المحلل اليمني ماجد المبجهي: "في الوضع الجديد تقوم القاعدة باستعراضات للقوة لتقول إن الشبكة قادرة على مقاومة هجوم كبير"، وفي الآونة الأخيرة، ازدادت الهجمات على عناصر قوات الأمن والجيش التي تنسب غالبًا إلى القاعدة في جنوب وجنوب شرق اليمن، حيث ينتشر التنظيم بشكل كبير.
وفي 25 فبراير وقع الهجوم الأكثر دموية الذي أدى إلى مقتل 25 جنديًا من الحرس الجمهوري قوات النخبة في الجيش، في مدينة المكلا، وقد استغل تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي نشأ من اندماج فرعين سعودي ويمني في التنظيم، ضعف السلطة المركزية في صنعاء بسبب الحركة الاحتجاجية ضد صالح لتعزيز وجوده في جنوب وشرق البلاد.