نعت الهيئة العامة لقصور الثقافة المفكر ووزير الثقافة الأسبق الدكتور ثروت عكاشة فى بيان لها مساء امس اعربت فيه عن بالغ اسفها على رحيله واشادت ببعض انجازاته .. حيث جاء فيه : "تنعي الهيئة العامة لقصور الثقافة رئيساً وعاملين ورواد الأنشطة الثقافية والفنية فقيد الثقافة المصرية وأحد رواد التنوير في مصر والعالم العربي عبر أكثر من 60 عاماً وزير الثقافة الأسبق الأستاذ الدكتور/ ثروت عكاشة ، لقد كان رحمه الله تعالى أحد الرموز الثقافية الفاعلة في الحياة الثقافية عربياً وعالمياً.
حقق العديد من الإنجازات التي غيرت من وجه الحياة الثقافية المصرية والعربية وهيأت مناخاً مناسباً للإبداع والمبدعين ما كان يمكن أن يتهيأ من دون هذه الجهود، من أهمها إنقاذ معبد أبو سمبل ومشروع الصوت والضوء، وكذا بناء قصور الثقافة، وتنشيط وجمع الفنون الشعبية الموسيقية، بأسلوب علمي حفاظاً عليها من الضياع، وإنشاء عشرات الفرق المسرحية، والموسيقية، إلى جانب أوركسترا القاهرة السيمفونية، وفرقة الموسيقا العربية التابعة لدار الأوبرا.
وقد ساعد على بناء دار الأوبرا الحديثة والمتحف الإسلامي، والقبطي، واليوناني، والروماني، إضافة إلى متحف المثّال محمود مختار، وأنشأ معاهد الباليه والكونسرفاتوار، ودار الكتب والوثائق القومية، ومعاهد السينما إلى جانب نظام تفرغ المبدعين المصريين الذي يعتبر أحد أهم الإنجازات الحضارية التي أثرت الحياة الثقافية في مصر. وبنى العديد من قصور الثقافة في مختلف محافظات مصر، وأنشأ جهاز (الثقافة الجماهيرية) وألف وترجم الكثير من الأعمال الأدبية والفنية، ويكفي أن نذكر من ذلك موسوعته الشهيرة "العين تسمع والأذن ترى" وترجماته لأعمال جبران خليل جبران.
وإلى جانب كل هذه الإنجازات الكبيرة فقد اهتم بالبعد التاريخي لمدينة القاهرة فنظم الاحتفال الألفي احتفاء بواحدة من أعرق العواصم العربية و عقد على هامش الاحتفال ندوة دولية لعمارة القاهرة، والمؤتمر الدولي للموسيقى، وليس مبالغة أو من قبيل المبالغة أن يوصف عصره بالعصر الذهبي للثقافة المصرية
لذلك فنحد حين ننعي هذا الرجل فإننا نتذكر ذخيرة لا تنفد من الإنجازات ستظل ماثلاً في وعي ووجدان أجيال وأجيال من المثقفين المصريين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها".