انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات المهرجان السينمائي الأول لدول الخليج العربية، أول أمس الخميس، والذي تستمر فعالياته حتى الأول من مارس المقبل، ويشهد المهرجان فعاليات متنوعة ومشاركة 19 فيلما من بلدان الخليج العربية، بينها أربعة قطرية تتنافس على عدد من الجوائز. وقال وزير الثقافة والفنون والتراث القطري حمد بن عبد العزيز الكواري، الذي افتتح فعاليات المهرجان "إنه نظرا لتعدد التجارب السينمائية على مستوى العالم فإننا نأمل أن يحقق المهرجان أهدافه لإبراز الأبعاد والخصائص الجمالية والإبداعية مع الحفاظ على القيم السامية لدول مجلس التعاون، التي تربط بينها سمات وملامح مشتركة فضلا عن تعزيز التواصل الفني على المستوى العالمي".
وكرم المهرجان عددا من رواد السينما الخليجية بينهم الراحل إسماعيل العباسي وهو أول مخرج سينمائي قطري، والمخرج السعودي عبد الله المحيسن، الذي يعود إليه الفضل بوضع أسس الصناعة التلفزيونية والسينمائية في المملكة العربية السعودية، والبحريني عبد الله السعداوي، الذي عرف باهتماماته المسرحية في وقت مبكر منذ ستينيات القرن الماضي ومسعود أمر الله علي، وإليه يعزى فضل انتشار صناعة السينما في الإمارات العربية المتحدة والمخرج الكويتي خالد الصديق صاحب فيلم "بس يا بحر" والفنان العماني خالد الزجالي مدير مهرجان مسقط.
جوائز وفعاليات
وتتنافس الأفلام ال19 المشاركة، وهي من الكويت وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة والسعودية على جوائز أفضل فيلم ضمن فئة الأفلام الروائية القصيرة، والوثائقية، وتتضمن الجوائز جائزة أفضل فيلم روائي قصير (10 آلاف دولار) وأفضل إخراج (7500 دولار) وأفضل ممثل (5000 دولار) وأفضل تصوير سينمائي وأفضل مونتاج، وكلتا الجائزتين قيمتهما 500 دولار.
كما رصد المهرجان جائزة لأفضل فيلم وثائقي وأفضل إخراج، وتبلغ قمة الجائزتين عشرة آلاف دولار، فيما تبلغ جائزة أفضل تصوير سينمائي 2500 دولار، وأفضل مونتاج 2500 دولار، وتضم لجان التحكيم خمسة أعضاء للأفلام الوثائقية وخمسة آخرين للأفلام الروائية.
وتضم لجان تحكيم مسابقتي الأفلام الروائية القصيرة والوثائقية كلا من: عبد الرحمن محسن (مصر) وخالد الصديق (الكويت) وعبد العزيز عبيدان (قطر) ومذكور ثابت (مصر) وعلي مهدي (السودان)، بالنسبة للجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، فيما ستتكون لجنة تحكيم الأفلام الروائية من كل من: خيرية البشلاوي (مصر) وهاشم محمد (الكويت) وبسام الذوادي (البحرين) وعلي حسن (قطر) وخيري بشارة (مصر).
ويشهد المهرجان أيضا ندوات تطبيقية تناقش الأفلام الروائية والوثائقية، وذلك في أعقاب عروض الأفلام بقاعة مسرح قطر الوطني يساهم في إدارتها عدد من الأكاديميين والسينمائيين.
أفلام قطرية
وفي أولى فعالياته شهد المهرجان عرضا لأربعة أفلام من الدولة المضيف هي "بلاد اللؤلؤ"، و"أم الصبيان" والسيدة الوردية (وثائقي) و"الصقر الثورة" (وثائقي)، والفيلمان الروائيان الأول والثاني يستندان إلى الموروث القطري، ويعود الفيلم الأول إلى حكايات الغوص الأولى، التي كانت الأساس في الحراك الاقتصادي القطري.
وفي جو درامي مشوق يعود تاجر اللؤلؤ سعد إلى قص معاناة الغوص والبحث عن اللؤلؤ كحكمة لإصلاح علاقة متأزمة بين ابنه وحفيده، تجول كاميرا المخرج محمد الإبراهيم مظهرة جماليات البحر والقارب الذي يمخر عبابه ويبلغ ذروة الدراما بموت أحد الغواصين، فيما ينهي الفيلم الحكاية باجتماع شمل العائلة.
وبدرجة إبداعية أقل يعرض فيلم "أم الصبيان" لحكاية تلبس الجن لأحد الصبيان، معتبرا أن الملجأ من التخلص من شرور هذه الظاهرة هو الإيمان والقرآن.
وفي الفيلم الوثائقي السيدة الوردية تعود المخرجتان شروق شاهين وسارة روغاتي لمناقشة الزوبعة التي أثارها إنشاء كنيسة في قطر عارضة في فيلمهما للرأي والرأي الآخر. كما عرض فيلم (الصقر الثورة) وهو فيلم يستوحي أحداثه من ثورة 25 يناير.