جدد «نشطاء ضد النووى» دعواتهم ضد المشروع النووى المصرى فى منطقة الضبعة معلنين 11 سببا لرفض انشاء محطات نووية، وتفضيل مشروعات الطاقة المتجددة فى توليد الكهرباء (مثل الشمس والرياح والطاقة الحرارية من باطن الأرض) معربين عن تضامنهم مع أهالى الضبعة فى حقهم المشروع فى المطالبة بعدم إنشاء المشروع «حفاظا على أمن مصر القومى».
20 سدا عاليا من الشمس والرياح
السبب الأول من بين ال11 سببا التى ساقتها المجموعة لرفض المشروع النووى، يرجعه الدكتور جلال عثمان، أستاذ الطاقة المتجددة فى كلية الهندسة جامعة المنصورة، إلى تجارب الدول النووية التى تراجعت عن إنشاء المفاعلات مقررة استبدالها بالطاقة المتجددة، مستنكرا: «للأسف مصر لا تحصد الشمس»، وضرب مثالا بدولة الهند التى تحاول مصر أن تمضى على خطاها، فيما يسمى بمبادرة الوصول إلى 20 سدا عاليا من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويتابع: «توليد الكهرباء من الرياح فى الزعفرانة حصيلته ربع طاقة السد العالى، أى أن مصر تحتاج إلى مضاعفة جهودها فى هذا المجال 80 مرة».
أما السببان الثانى والثالث لعدم تفضيل المفاعلات النووية، يتمثلان فى مسألة الأمان النووى والتدخل العسكرى، بحسب الدكتورة سهير منصور، الناشطة البيئية، وعضو حزب الخضر المصرى، صاحبة صفحة (تضامنوا مع شباب مطروح لوقف إنشاء المفاعل النووى فى الضبعة)، قائلة: «المفاعلات ليست آمنة مائة بالمائة كما يشاع كذبا» مشيرة إلى أن الخطأ البشرى الذى تسبب فى كارثة تشيرنوبل «وارد تكراره».
التكنولوجيا الكاسدة
وتدعم سهير قولها بإعلان العديد من الدول الأوروبية والآسيوية التى تمتلك العدد الأكبر من المفاعلات النووية عن عدم بناء محطات جديدة، وضربت مثلا بدولة اليابان حينما أصدر وزير الصناعة قرارا بالوصول إلى العدد «صفر» من المفاعلات النووية مستقبلا واستبدالها بالطاقات المتجددة، وأضافت «هناك أكثر من 400 جمعية فى أوروبا ترفض انشاء محطات نووية مقابل مشروعات الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء النظيفة».
«السبب الرابع فى رفض المشروع النووى اقتصادى» وتشرح سهير قائلة: «اقتصادنا لن يكون قادرا على مواجهة خسائر نووية بلغت 80 مليار يورو فى فوكوشيما باليابان حينما تعرض قلب المفاعل للانصهار» فضلا عما وصفته من تبعات اقتصادية مثل التخوف العالمى من استيراد منتجات صناعية وغذائية من اليابان.
زلازل وإشعاع نووى
وبالنسبة للسبب الخامس، ترى سهير أنه لا ينفصل عن السبب الرابع لأنه مرتبط بخطر التعرض لزلزال أو أمواج بحرية عالية مثلما حدث فى اليابان، «لا يستطيع إنسان التنبؤ مهما كان بشدة زلزال قادم، ومنطقة الضبعة ليست بمأمن من الزلازل «حتى لو تم عمل حائط صد أمواج يصل إلى 8 أمتار»، وتضيف «أما السبب السادس فهذا يتمثل فى خطورة تعرض القاهرة إلى الإشعاع النووى»، وتتفق سهير مع رأى الدكتور خالد عودة أستاذ الجيولوجيا الذى فضل نقل موقع المحطات النووية إلى حلايب وشلاتين بدلا من الضبعة نظرا لبعد مخاطر الاشعاع النووى عن المركز.
كفى استيرادا وضغوطا خارجية
«كفى استيرادا نريد إنتاجا محليا ولا نريد توريط الشعب المصرى فى أى ضغوط سياسية لحل مشكلة الطاقة «يعرض عمرو محسن صاحب صفحة حلاوة شمسنا صاحب الشركة التى أنتجت أول محطة شمسية حرارية محلية السبب السابع لرفض المشروع النووى، وتابع «للأسف الحكومة المصرية تفكر فى إنشاء مفاعل نووى تسليم مفتاح أى مستورد من الخارج فى الوقت الذى أثبتت فيه صناعات مصرية قدرتها على استخدام تكنولوجيا توليد الطاقة من الشمس». وأضاف «أما السبب الثامن فيتمثل فى فترة الانشاء للمحطة النووية التى تتطلب 10 سنوات، بالإضافة إلى تكلفتها المرتفعة، مع الأخذ فى الاعتبار أنها الأقل تشغيلا للعمالة مقارنة بمشروعات طاقة الرياح والشمس».
والسبب التاسع فى رأى محسن يتمثل فى استراتيجية الدول للدخول فى البرنامج النووى «الدول عادة لا تلجأ إلى إنشاء برنامج نووى إلا فى حالتين، الأولى لعدم وجود مصادر بديلة لتوليد الطاقة، والثانية لإنتاج سلاح نووى عسكرى»، مشيرا إلى أن مصر لا تحتاج إلى المشروع النووى لأن لديها ما يكفى من مصادر الطاقة المتجددة، وليست لديها نية لإنتاج أسلحة نووية لأنها موقعة على اتفاقية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.
النفايات وقلق سكان الضبعة
«تشغيل المفاعلات ينتج عنه 5 آلاف طن نفايات بعكس استخدام الطاقات النظيفة» ويوضح الدكتور عثمان أن هذا يعد سببا عاشرا لرفض المشروع، قائلا: «مشكلة النفايات أنها تلوث المياه الجوفية لآلاف السنين وتهدد الأجيال القادمة فى حالة عدم التخلص الآمن لها»، والسبب الحادى عشر يتمثل فى رفض السكان المحليين لإنشاء المحطة فى الضبعة» بحسب أحمد ياسر ناشط على موقع تويتر موضحا «لنا فى أهالى النوبة وبناء السد العالى ألف عبرة» ويتابع «إما أن اقنع أصحاب الأرض بالصالح العام وأعوضهم أدبيا وماديا يا إما أبحث عن حلول بديلة لإنشاء المحطات النووية».
«إذا أحسنت مصر استغلال ممر الرياح على خليج السويس يمكنها توليد 20 ألف ميجاوات بما يعادل 20 مفاعلا نوويا»، تقول سهير مضيفة «كما أن إنشاء محطة طاقة شمسية بمساحة بحيرة ناصر، يمكن أن تولد طاقة تعادل كل بترول الشرق الأوسط».