انطلقت عقب صلاة الجمعة ظهر اليوم مسيرة حاشدة تضم نحو خمسة آلاف شخص من أمام مسجد عمر مكرم بميدان التحرير متوجهة إلي مقر السفارة السورية في القاهرة وذلك للمطالبة بطرد السفير السورى من مصر و سحب نظيره المصري من دمشق. تأتي هذه المسيرة استجابة لدعوات الناشطين السوريين عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى محاصرة السفارة السورية والضغط على الحكومة المصرية للمطالبة بطرد سفير نظام الأسد من أرض الكنانة.
و توجهت المسيرة التي ضمت عدد من النشطاء العرب و المصريين من مختلف الحركات كالإخوان المسلمين وجبهة دعم الدعوة السلفية و حملة دعم الشيخ صلاح أبو إسماعيل و حركة 6 إبريل و الداعمين لنصرة الثورة السورية رافعين شعارات مناصرة للثورة السورية و الشعب السوري مرددين "أول مطلب للجماهير غلق سفارة و طرد سفير"، و"واحد اتنين الجيش العربي فين؟" و"الشعب يريد إعدام الأسد"، و"مش هانمشي هو يمشي"، كما طالب المتظاهرون فى شعاراتهم بضرورة إعلان الجهاد المسلح ضد نظام الأسد قائلين "الشعب يريد إعلان الجهاد".
فيما علت أهازيج الثورة السورية و"القاشوشيات" التى شدا بها بلبل الثورة السورية "إبراهيم القاشوش" والذي اغتالته قوات الأسد بقلع حنجرته يوليو الماضي بحماة، وردد المتظاهرون أبرز أغانيه "يلا ارحل يا بشار"، كما شهدت المسيرة وجود مسيرات نسائية انضمت للمتظاهرين رافعين شعارات "لا إله إلا الله و الشهيد حبيب الله".
فى سياق متصل قام بعض المتظاهرين بالانطلاق من أمام السفارة الروسية باتجاة السفارة السورية رافعين علم بلغ طوله نحو عشرين متر يضم جميع أعلام الدول العربية فى إشارة منهم لوقوف الشعوب العربية بجانب الشعب السوري فى ثورته.
كما رفع النشطاء صورا مناهضة لإيران وحزب الله اللبناني وروسيا والذين يعتبرهم الشعب السوري شريك أساسي فى عملية القتل التي يمارسها النظام الأسدي بحق شعبه الأعزل.
هذا وشهدت المسيرة وجود ما يسمي بالرجل البخاخ المعروف فى سوريا بالكتابة على الجدران، وكتب على جدران الأماكن القريبة من السفارة "سوريا تستغيث، والشعب يريد طرد السفير".
من جانبهم أعلن المتظاهرون السوريون نيتهم فى الاعتصام أمام مقر السفارة لحين طرد السفير السوري من مصر وقطع العلاقات مع نظام الأسد، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا ووحيدا عن الشعب السوري.
ومن جانبها قامت قوات الأمن المصرية بعمل متاريس و حواجز أمنية بين المتظاهرين و مقر السفارة منعا لاقتحامها مرة أخري حيث قام عدد من النشطاء باقتحامها وتحطيم محتوياتها منذ نحو الأسبوعين.
جدير بالذكر أن سوريا تشهد حركة احتجاجات عنيفة منذ أحد عشر شهرا مطالبة برحيل الأسد، خلفت ما يقرب من سبعة آلاف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين فضلا عن آلاف المهجرين قسريا إلي دول الجوار بلبنان وتركيا والأردن.