من الذى بمقدوره أن ينكر أو يتجاهل التأثير الهائل للفنان الأسباني الأصل بابلو بيكاسو على الفن فى العالم قاطبة؟! البريطانيون أجابوا على السؤال بطريقة عملية حيث تستعد لندن لمعرض "بيكاسو والفن البريطاني المعاصر" والذي يبدأ اعتبارا من الخامس عشر من شهر فبراير الحالي ويستمر حتى الخامس عشر من شهر يوليو المقبل. وهكذا بدأت الصحافة الثقافية البريطانية فى فتح العديد من الملفات التى تتعلق بالفنان الراحل وتأثيره على الفنانين البريطانيين من ويندهام لويس وحتى دافيد هوكنى، كما استغلت هذا الحدث الثقافى الكبير الذى تستضيفه لندن للحديث عن أهم الشخصيات البريطانية التى تقتنى روائع بيكاسو فضلا عن المتاحف التى تزهو بلوحاته.
ويبدو أن البريطانيين قرروا الإفصاح عن مشاعر الإعجاب التى حملوها طويلا حيال بيكاسو الذى توفى فى شهر ابريل عام 1973 حتى أن الناقد البريطانى ريتشارد شونى استعاد مقولة لفانيسا بيل بعد زيارتها لمرسم بابلو بيكاسو فى باريس عام 1914، ووصفته وهو مازال فى الثانية والثلاثين من عمره بأنه "أحد أعظم العباقرة الذين أنجبتهم الانسانية".
ومنذ أن عرفت أعمال بيكاسو طريقها إلى بريطانيا فى عام 1910 بدأ تأثيره الملموس على أجيال تلو أجيال من الفنانين البريطانيين وهو ما سيوضحه بالتفصيل المعرض الذى تستعد له عاصمتهم رغم أن العبقرى الأسباني الراحل وقع فى هوى العاصمة الفرنسية باريس واتخذها مقرا لإبداعاته.