أكد رئيس الجمهورية التونسي المؤقت محمد المنصف المرزوقي أن الثورة التونسية كانت "مفاجأة" بالنسبة للتونسيين أنفسهم "الذين كانوا يجهلون حقيقتهم بسبب الصورة السلبية التي حاول النظام السابق عبثا ترويجها عنهم حتى يواصل تملكه للشعب والسيطرة عليه". وذكرت وكالة الأنباء التونسية /وات/ أن الرئيس المرزوقي أوضح في كلمة ألقاها في مستهل ندوة عقدت اليوم السبت بالمركز الدولي للمؤتمرات بنواكشوط تحت عنوان "التجربة التونسية والربيع العربي" وحضرها أعضاء الحكومة الموريتانية ومكونات المجتمع المدني والأحزاب السياسية بموريتانيا، أن الثورة التونسية أثبتت أن الشعب التونسي كان دائما متأهبا للتمرد وكسر القيود والثأر لكرامته وحقوقه المهضومة لكنه بقي يترصد اللحظة المناسبة.
ولدى تطرقه لخصائص الثورة التونسية أوضح المرزوقي أنها كانت "سلمية" بالنظر لمساندة الجيش الوطني للشعب في ثورته على الديكتاتورية ، كما كانت "مستقلة" باعتبارها لم تستند إلى أية جهة أو طرف خارجي فضلا عن كونها جاءت "تلقائية" ودون أية قيادة أو إيديولوجيا لأن الشعب هو الذي قادها.
وأضاف أن الثورة في تونس لم تنبع من فراغ ، بل جاءت نتيجة تراكمات نضالية من اليوسفيين إلى اليساريين مرورا بالديمقراطيين والإسلاميين أدت إلى انفجار الوضع واندلاع الثورة على أيدي شباب تونس ليصبح الشعب هو صاحب القيادة ولتستمد القيادة شرعيتها من الشعب وليس العكس. وأكد على أن الصراع في تونس كان دائما مدنيا وحقوقيا ولم يكن أبدا مسلحا.
وفي حديثه عن مرحلة ما بعد الثورة أشار رئيس الجمهورية إلى ما اتسمت به هذه المرحلة من توافق حول المرور بمرحلة انتقالية بعيدا عن منطق الاجتثاث والاستئصال والشروع التدريجي في عملية الإصلاح ، ملاحظا أن دواليب الدولة لم تتوقف كما لم يتم انتهاج أسلوب القصاص والانتقام بما مكن تونس من التوفق في إرساء حكومة ائتلافية تضم علمانيين وإسلاميين يؤمنون بأن مصلحة تونس العليا ومصلحة شعبها فوق كل اعتبار.
وبين محمد المنصف المرزوقي أن مستقبل الثورة التونسية مرتبط بإرساء اتحاد مغاربي قوي تفتح فيه الحدود لتنمية التعاون والشراكة وهو ما يفسر مساعي تونس الحثيثة لجعل سنة 2012 سنة اتحاد المغرب العربي الكبير بامتياز ، مشيرا إلى أن انخراط دول الاتحاد في النهج الإصلاحي يترجم إرادتها السياسية المشتركة في وضع الاتحاد على الطريق الصحيح.