سقط 145 قتيلاً برصاص الأمن السوري، أمس الخميس، 107 منهم في حمص بعد تجدد القصف المدفعي على أحياء الخالدية والبياضة وبابا عمرو في حمص.
كما أن القصف الذي تجدد صباح اليوم هو قصف عشوائي أدى إلى دكّ منازل بأكملها على رؤوس قاطنيها بعد سقوط القذائف عليها، مشيراً إلى أن تلك المنطقة المنكوبة التي تتعرض للقصف لليوم الخامس على التوالي، يتعذر الوصول إليها سواء من قِبل الهلال أو الصليب الأحمر.
من جهة ثانية، ذكر ناشط حقوقي أن 7 من عناصر من الأمن قتلوا وجرح عشرات آخرون في كمين نصبه منشقون بالقرب من درعا مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان- رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" أن "مجموعة من المنشقين نصبوا كمينًا لحافلتين تقلان عناصر من الأمن قرب درعا (جنوب) ما أسفر عن مقتل سبعة عناصر وجرح العشرات".
ومن جانبها أكدت الهيئة العامة للثورة السورية سقوط عشرات القتلى والجرحى في تجدد القصف اليوم على حمص، مطالبة بسرعة التدخل لإنقاذ الجرحى نظراً للنقض الشديد في الإسعافات الأولية بالإضافة إلى تعذر الوصول للمنطقة المنكوبة ببابا عمرو أكثر أحياء حمص تضرراً منذ بدء القصف.
وقال نشطاء ومصادر معارضة إن القوات السورية قتلت 29 شخصاً على الأقل في قصف بالصواريخ والمورتر لعدد من أحياء حمص معقل الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافوا أن القصف تركز على أحياء بابا عمرو والإنشاءات والخالدية والبياضة وجورة الشياح في المدينة التي يسكنها نحو مليون نسمة.
كما نقلت عن ناشط قوله إن السكان لاذوا بالأدوار الأرضية للمنازل هربًا من القصف، إذ لا وجود لملاجئ. وتحدث ناشطون عن مروحيات هجومية شاركت لأول مرة في الهجوم على أحياء حمص.
وأكدوا أن الجيش حشد عشرات الدبابات والآليات ونحو 1000 جندي على مشارف المدينة تمهيدًا على ما يبدو لاجتياحها، بعدما توغل أول أمس في أطراف أحياء منها بابا عمرو والإنشاءات.
وقال شهود عيان إن المستشفيات الميدانية في حمص ضاقت بجرحى وقتلى أسبوع من القصف. وأرسل ناشطون وسكان وأطباء نداءات استغاثة متعاقبة إلى المنظمات الإنسانية (منها الهلال الأحمر والصليب الأحمر) لتوفير المواد الطبية وعلاج المصابين وإجلائهم.
ونفت دمشق أن تكون قواتها قد قصفت حمص أصلاً، واتهمت "مجموعات إرهابية" باستهداف المدنيين ومنشآت منها مصفاة للنفط. ويبقى من الصعب التحقق من دقة أرقام الناشطين والمنظمات الحقوقية أو أرقام السلطات، لأن أغلب وسائل الإعلام الدولية المستقلة تبقى ممنوعة من تغطية الاحتجاجات.
فقد تحدث مثلاً مرصد حقوق الإنسان عن 83 قتيلاً فقط سقطوا أمس، وهو ما يقل ب60 قتيلا تقريبًا عن رقم لجان التنسيق. وفي مناطق أخرى اتهم ناشطون الجيش باستخدام قنابل انشطارية ومسمارية، كما حدث في الزبداني في ريف دمشق، حسب علي إبراهيم الناطق باسم المجلس المحلي لهذه المنطقة التي تخضع منذ مدة لسيطرة للجيش الحر، وهو تنظيم يقول قائده إنه يضم 40 ألف فرد.
وفي هذه المنطقة أعلنت كتيبة تابعة للجيش الحر قتل 45 عسكريًا نظاميًا، وقالت إنها أجبرت القوات النظامية على التراجع 7 كيلومترات عن الزبداني. أما على الحدود مع تركيا فإن هذا البلد به فرقٍ متخصصة من الجيش تزرع الألغام في مناطق سورية، بعضها منافذ يخرج منها اللاجئون.