دعا السفير سامح شكري، سفير مصر لدى الولاياتالمتحدة، أبناء الجالية المصرية إلى تبنى مبادرة السفارة للمساهمة في علاج مصابي ثورة (25 يناير) المجيدة عرفانا وتكريما لما قدموه من تضحيات في خدمة مصر. جاء ذلك، في الكلمة التي ألقاها السفير شكري في الاحتفال الذي نظمته السفارة أمس الأربعاء بمقرها في واشنطن بمناسبة الذكرى الأولى لثورة 25 يناير، وقد استهل السفير كلمته بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لرفع قيم العدالة والحرية والكرامة، مؤكدا أن شعب مصر البار ينحنى إجلالا وتقديرا لأبنائه الشهداء الذين سطروا بتضحياتهم صفحة جديدة في تاريخ مصر الحديث.
وخاطب السفير شكري شباب مصر في كلمته واصفا إياهم بأنهم كانوا ومازالوا وقود الثورة التي أشاد بها العالم، وأن عبقرية الثورة تكمن فى شبابها وسلميتها، وأنها أضاءت الطريق لإعادة بناء مصر الجديدة كدولة قانون تحترم مفاهيم الديمقراطية وقواعد الدستور، وتعلى قيم المواطنة والمساواة، وتضع من الضوابط ما يرتقى بمصر إلى صفوف الدول المتقدمة علميا واقتصاديا واجتماعيا، وأشار السفير إلى أن شباب مصر استحق بجدارة تقدير دول العالم أجمع لما قدموه من نموذج يحتذى.
وأوضح سفير مصر في واشنطن أن عاما قد مضى على انطلاق ثورة يناير حمل الكثير من المصاعب والتحديات التى أثارت مشاعر مختلطة من القلق والأمل، إلا أن ذلك لم يفتر من حماس شباب مصر الذي أبى إلا أن يستكمل ثورته متمسكا بتحقيق أهدافها كاملة، مقدما في سبيل ذلك حياته .
وأشار شكري إلى أن انعقاد أولى جلسات مجلس الشعب الجديد المنتخب إنما يمثل أولى خطوات إعادة بناء مصر الجديدة، وأحد مكتسبات ثورة 25 يناير، وأن الشعب المصري الذي مارس حقوقه الدستورية من خلال مشاركة حقيقية فى انتخابات برلمانية إنما ينتظر من مجلسه الجديد أن يقر من التشريعات ما يلبى أهداف ثورته، ويرسى مفاهيم دولة القانون، ويرفع عن كاهل المواطن المصري الكثير من الأعباء اليومية التي ينوء بها، ويكون معبرا عن نبض الشارع المصري الذي انتخبه، وبما يستعيد معه ثقة المواطن المصري في نوابه، ويعيد مفهوم الانتماء إلى الوطن الأم مصر.
وقال السفير سامح شكري سفير مصر في واشنطن إن مصر أمام مشهد سياسي تاريخي وفريد، يعيد رسم خريطة مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وأن خطوات إعادة بناء مصر الجديدة يتطلب تضافر كافة الجهود الوطنية لاستكمال هذه الخطوات، وهو ما يستدعى منا تجنب الانسياق إلى كل ما يضر بمصلحة مصر، وتوجيه الجهود لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة خاصة تلك المرتبطة بالاقتصاد، وسبل إنعاش روافده وفقا لمعالجات مبتكرة تتواءم مع معطيات العصر الحديث، مشيرا إلى ما تقوم به السفارة من جهد دءوب لإعادة ضخ الاستثمارت إلى مصر وتشجيع السياحة.
وجدد سفير مصر الدعوة لأبناء الجالية لطرح ما لديهم من أفكار ومقترحات لدعم مصر في هذه المرحلة، مؤكدا أن أبواب السفارة مفتوحة لهذه الأفكار والمبادرات، وتتعامل معها بكل جدية، وأنه يثق في أن أبناء مصر في الخارج لن يترددوا أو يضنوا بنقل خبرتهم ومعرفتهم إلى بلدهم الأم خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر وتستدعى منا جميعا التكاتف لخدمتها وفاء لما قدمته لأبنائها.
واختتم شكري كلمته بالتأكيد على أن مصر قادرة بالحكمة والصبر والإرادة على أن تتجاوز تحديات المرحلة الراهنة، وأن تاريخ مصر الثرى، وحضارتها الغنية، ورصيدها الدولى والاقليمي يؤهلها لمواجهة هذه التحديات الشائكة، وأن من نجح في تفجير ثورة 25 يناير قادر على تحقيق طفرة جديدة انتظرتها مصر عقودا من الزمن.
حضر الحفل العديد من أبناء الجالية المصرية، وكبار مسئولي الإدارة الأمريكية، وممثلي مراكز البحث والفكر في واشنطن، ولفيف من الشخصيات العامة المهتمة بالشأن المصري، وعدد من الشخصيات الصحفية والإعلامية.