قبل دقائق من موعدها ألغت السلطات الهندية كلمة عبر الفيديو للروائي سلمان رشدي في أكبر مهرجان أدبي في آسيا، أمس الثلاثاء، بسبب تهديدات بالقتل للمنظمين ومخاوف من اندلاع أعمال شغب من قبل جماعات مسلمة. ويذكر أن رواية رشدي "آيات شيطانية" التي تعود لعام 1988 محظورة في الهند وقد اضطر رشدي الى إلغاء خطة لمخاطبة هذا المهرجان بشكل شخصي. وأغضب تصويره للنبي محمد في روايته المسلمين وجعل ذلك الكاتب يقضي سنوات بعيدا عن الأنظار.
واتهم رشدي السلطات أمس الثلاثاء، بإرضاء المتعصبين من أجل الانتخابات إذ يشكل المسلمون كتلة تصويت رئيسية. وقال الكاتب البريطاني الهندي الأصل للقناة التلفزيونة الهندية الاخبارية (إن دي تي في) "أجد هندا يمنع فيها متطرفون دينيا حرية التعبير عن الأفكار في مهرجان أدبي وفيها أيضا الساسة يعاونون تلك الجماعات لاغراض انتخابية ضيقة". وأضاف "هل تريد الهند أن تكون دولة شمولية مثل الصين؟".
ومسألة ما إذا كان رشدي سيشارك، طاردت المهرجان حتى قبل أن يبدأ الأسبوع الماضي، حيث سعى المنظمون لتحقيق التوازن بين الحساسيات الدينية وحرية التعبير في أكبر ديمقراطية في العالم سكانا.
وتخلى رشدي عن خطط السفر إلى مدينة جايبور شمال غرب البلاد بعد ابلاغ السلطات الهندية بتهديدات لاغتياله. وأعلن المنظمون إلغاء الدائرة التلفزيونية التي كان سيتكلم رشدي من خلالها أمس الثلاثاء، بسبب مزيج من الاستهجان والاستحسان بعد أن حذرت الشرطة أن ظهوره قد يثير أحداث شغب.
وقال رام براتاب سينج صاحب الفندق الذي يقام فيه المهرجان للحشد الذي جاء للاستماع للكاتب "هناك عدد كبير من الناس ينفرون من هذه الدائرة التلفزيونية داخل هذا المكان. وقد هددوا باعمال عنف. "هذا ضروري لتجنب إلحاق أذى بكم جميعا". وبعد الإعلان في منتصف أمس الثلاثاء، أن كلمة رشدي ستمضي قدما، بدأ قادة الجماعات المحلية المسلمة التجمع عند المدخل الرئيسي للمهرجان وتعهدوا بالاحتجاج إذا عرضت الكلمة.
وقال سانجوي روي منتج المهرجان وهو يقاوم دموعه للحشد في اليوم الأخير من الحدث الذى استمر خمسة أيام وجذب 70 الف شخص "يشعر كل منا بالآذى والعار. لم يتمكن الفنانون من الانتصار".
وقال مدير المهرجان الكاتب وليام دالريمبل في بيان "قال مفتش الشرطة لنا أن أحداث عنف ستندلع في المكان وأعمال شغب في الخارج، حيث احتشد آلاف إذا واصلنا. و"تلقينا جميعا تهديدات بالقتل ولا تزال مستمرة".
وقد اتهمت الأحزاب السياسية الهندية بالفشل في دعم رشدي خوفا من إغضاب الناخبين المسلمين قبل انتخابات مهمة في ولاية أوتار براديش أكثر ولايات البلاد سكانا في الشهر المقبل.
وأثار نشر "آيات شيطانية" منذ أكثر من 20 عاما احتجاجات في جميع أنحاء العالم وتهديدات بالقتل لرشدي بعدما ادعى الزعيم الايراني آية الله الخميني أن رشدي أساء للاسلام بتصويره النبي محمد في الرواية.
وقامت الشرطة بالتحقيق مع خمسة كتاب في جايبور للقراءة من رواية "آيات شيطانية" في المهرجان.