ذكر مسؤولون الخميس ان غارة جوية تركية على منطقة كردية على الحدود مع العراق اسفرت عن مقتل 35 شخصا على الاقل، حيث رجحوا ان الطائرات التركية استهدفت "مهربين" بالخطأ ظنا منها انهم متمردون انفصاليون. وقالت السلطات التركية ان طائراتها الحربية كانت تستهدف مسلحين من حزب العمال الكردستاني في الجانب العراقي من الحدود. وقال بيان لمكتب محافظ سيرناك، المحافظة المتاخمة للمنطقة العراقية التي جرت فيها الغارة "قتل خمسة وثلاثون شخصا واصيب شخص في عملية جوية".
واضاف المحافظ وحيد الدين اوزكان "اقيم مركز للتعامل مع الازمة في المنطقة وتم ارسال محققين وضباط امنيين الى المنطقة". وقال مسؤولون محليون في وقت سابق انهم عثروا على 23 جثة في قرية اورتاسو في سيرناك حسبما اعلن ارتان اريس المسؤول المحلي من حزب السلام والديموقراطية الموالي للاكراد.
وقال اريس لتلفزيون روج تي في الموالي للاكراد متحدثا من موقع القصف، ان القتلى بين مجموعة يصل عددها الى 40 شخصا، تتراوح اعمارهم بين السادسة عشرة والعشرين كانوا يهربون الغاز والسكر عبر الحدود الجبلية بين العراق وتركيا.
وقالت وكالة انباء فرات الموالية للاكراد ان اطفالا كانوا بين 35 شخصا قتلوا في الغارة، وعرضت الوكالة صورا لجثث مغطاة ببطانيات وملقاة على الثلوج الواحدة الى جانب الاخرى. وفي هجمات سابقة، وصفت وسائل الاعلام الكردية ومصادر محلية قريبة من حزب العمال الكردستاني القتلى من المتمردين على انهم مدنيون في المنطقة التي يعرف ان المسلحين ينشطون فيها.
وكان حزب العمال الكردستاني حمل السلاح في المناطق ذات الغالبية الكردية من جنوب شرقي تركيا في 1984 ما ادى لصراع ذهب ضحيته نحو 45 الف شخص. وتصنف انقرة وقسم كبير من المجتمع الدولي الحزب كمنظمة ارهابية.
وقد تصاعدت الاشتباكات بين المتمردين الاكراد والجيش التركي خلال الشهور الاخيرة. فقد شن الجيش التركي عملية على قواعد المسلحين في شمال العراق في اكتوبر بعد هجوم نفذه حزب العمال اسفر عن مقتل 24 جنديا ببلدة تشوكورجا الحدودية، ما اعتبر اكبر خسارة تلحق بالجيش التركي منذ 1993.
وقتل الجيش التركي بعد ذلك 36 متمردا كرديا في وادي كزان في محافظة هكاري قرب الحدود مع العراق.
وتتهم تقارير اعلامية في تركيا والخارج، فضلا عن حزب السلام والديموقراطية الموالي للاكراد، تركيا باستخدام اسلحة كيميائية ضد المتمردين، وهي الاتهامات التي ينفيها الجيش التركي بشدة. وقال مسؤولون عراقيون ومسؤولون من حزب السلام والديموقراطية في اغسطس ان الطائرات التركية قتلت اسرة من سبعة افراد بشمال العراق خلال عملية قصف قواعد حزب العمال.
ونفت تركيا الاتهامات واستدعت السفير العراقي للاحتجاج عليها، ووصف دبلوماسي تركي رفض الكشف عن اسمه تلك الاتهامات بأنها "لعبة من ألاعيب حزب العمال". وقال مسؤولون اكراد ان تركيا قصفت في نوفمبر محافظتي السليمانية واربيل في كردستان العراق ما اسفر عن اصابة مدني.
في نفس السياق اعتذر حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم الخميس عن مقتل 35 قرويا من اكراد تركيا مساء الاربعاء في غارة شنها الطيران التركي في الاراضي العراقية الحدودية متحدثا عن خطأ محتمل. وقال حسين تشليك نائب رئيس العدالة والتنمية، المنبثق من التيار الاسلامي، ان "المعلومات الاولية تشير الى ان هؤلاء الاشخاص كانوا مهربين وليسوا ارهابيين" اي مقاتلين انفصاليين.