* ما السبب فى انتقالك للدراما حاليا؟ أكثر من سبب أبرزها أننى أحب التنوع وعدم الاقتصار على قالب فنى واحد، وكذلك علاقة الصداقة التى تربطنى بمحمود عبدالعزيز الذى ظل لمدة 9 سنوات يبحث عن نص تليفزيونى يعود من خلاله لأنه لا يحب أن يظهر كثيرا بقدر حبه لتقديم شىء جيد لدرجة أنه قال لى «الناس محتاجة تبتسم بعقل»، ومنذ عام ونصف أبلغنى أن لديه نصا فكرته جميلة يريدنى أن أقرأه، وقلت له إن به سطرا معينا يحمل مغزى المسلسل كله ولكن لم تعجبه الكتابة لحد ما، ولذلك جلست مع المؤلف محمد سليمان وبدأنا نكتب من جديد بعد أن ظل لمدة سنتين يكتب النص، وقد استغرقنا سنة ونصف فى السيناريو الذى كتبناه بطريقة السينما.
وأضاف: «سألت عبدالعزيز عن أسباب اختياره للنص فرد علىّ» أنا مش هفضل قاعد فى البيت وفى نفس الوقت مش هعرف أعمل حاجة غير شغلى،
ولو كان جاء لى نص مستواه متوسط كنت سأقدمه، لأن دورى هو أن أجعل الناس تبتسم وأنا نفسى أشوف ابتسامة الناس بدل الحزن والبكاء، ولو نزولى فى ميدان التحرير ورقصى وسطهم وضحكى معهم سيجعلهم يبتسمون فأنا موافق جدا، فهو لديه إحساس قوىّ بالناس للدرجة التى جعلته يضيف جملة سمعها من بياع فول «الناس بقت بتشوف بودانها».
* كيف كتبتم نصا دراميا بطريقة سينمائية؟ النص مكتوب بطريقة من الصعب أن يتوقع المشاهد ما الذى سيحدث وكنا أحيانا نضغط 8 حلقات فى حلقة واحدة فقط ولذلك خرج مركزا جدا، فهو مكتوب على شكل حقب درامية لها بداية ووسط و نهاية، فنحن لم نكتب 30 حلقة لأننا لو كتبنا بنظام الحلقات فعندئذ سنكون ملتزمين بنهاية معينة للحلقة، والحمد لله السيناريو أعجب الفنانين وقالوا لنا «مبسوطين إن فى شىء محترم.
* ولماذا اسم «باب الخلق»؟ هو رمز، ولو عدنا للتاريخ سنجد أن كل الأبواب لها معانى معينة، و«باب الخلق» معناه الباب الذى كان يدخل منه كل أطياف البشر وكان على مشارف النيل، وفكرة المسلسل أو الاسم تكمن فى سؤال مهم هو (أين هو باب الخلق الذى يدخلون منه، وهل دخولهم منه فيه خير أم شر؟).
*المسلسل يجمع عددا من الفنانين الذين غابوا طويلا مثل صفية العمرى وحمدى أحمد ومحمود عبدالعزيز.. هل قصدت ذلك أم أنها مصادفة؟ عندما شرعنا فى بداية العمل عملنا شيئا أشبه ب«الدومينو» ووضعنا لوحة على الحائط مكتوب عليها معظم الممثلين بمصر وبدأنا نرى أى الفنانين أنسب للشخصية «الفلانية» وكذلك مدى ملاءمة الشخصيات مع بعضها البعض، وأجرينا لقاءات مع 6000 وجه جديد اخترنا منهم 6 فقط، ومفاجأة العمل هو الفنان المغربى محمد مفتاح، ومن تونس لدينا الموسيقى أمين بوحافة.
* وما مدى ارتباط المسلسل بالأحداث بعد الثورة؟ لا علاقة لنا بالثورة نهائيا لأن الأحداث تنتهى فى 2010، حيث نناقش مسببات الأحداث الحالية بتعمق، وكل ذلك من وجهة نظر المواطن العادى وأحاسيسه ومشاكله وبعيدا عن الحديث فى السياسة، فهو مسلسل كوميدى أشبه بكوميديا شارلى شابلن فبقدر ما يضحكك بقدر ما يبكيكى لدرجة أن محمود عبدالعزيز قال لى: «لو مت بعد ما أعمل المسلسل ده وهناك شخص ابتسم فأنا مبسوط».
* هل تشعر أن الحظ كان حليفكم بأن تقدموا المسلسل فى هذا التوقيت تحديدا؟ هذا صحيح فعلا، فنحن نعمل من قبل الثورة بحوالى 7 شهور يوميا، وعندما قامت فى 25 يناير توقفنا لمدة أسبوع، وأخذنا القرار أننا سنعمل لأن هذا دورنا، فالمرحلة الحالية قاسية جدا ليس فقط على العاملين البسطاء فى مجال الفن ولكن أيضا على الفنانين لأننا كلنا فى النهاية «أرزوقية».
* المخرج السينمائى عندما ينتقل للدراما فإنه ينتقل بعقلية السينما.. فماذا عنك؟ أنا ضد مقولة «إحنا بنعمل مسلسل أشبه بالفيلم السينمائي» فعندما انتقل للفيديو لابد أن أعمل بأساليبه وكذلك لابد أن أعمل طبقا لطبيعة النص فمثلا إعلان السلعة التجارية يختلف عن حملات توعية الأسرة، وللأسف فى مصر نظام الإنتاج الدرامى خاطئ لأنه لا يوجد فى العالم كله حلقة مدتها 45 دقيقة أو 30 حلقة و إنما 52 حلقة لأنهم يعملون بالموسم، وإذا فشلت إعلانيا الحلقتان التى يتم عرضهما كجس نبض فإنهم لا يستكملون التصوير، وفى الخارج عندما ينتقل النجم السينمائى للفيديو فإنه يتقاضى أقل من نجم الفيديو لأنه دخل منطقة مش بتاعته وأصبح مجرد قيمة مضافة. أما بالنسبة لجودة الصورة فإن هذه الجودة موجودة من زمان ولكن لم يستخدمها أحد.
* ألا تخشى من توجيه نقد ل«باب الخلق» بسبب كثرة عدد الفنانين كما حدث مع «ليلة البيبى دول»؟ طبيعة الفيلم فرضت هذا بسبب أننى ألححت على والدى عبدالحى أديب أن يكرر تجربة «باب الحديد» وبالفعل فكر فى «ليلة البيبى دول» وكتب آخر مشهد فيه قبل وفاته بساعة واحدة، ورغم الحزن عليه إلا أن أخى عماد قال لى «لازم نلحق مهرجان كان» وكان يفصلنا عنه حوالى 4 أشهر، وفوجئنا أن كثيرا من الفنانين يريدون الاشتراك فى الفيلم تأبينا لوالدى، ولذلك أنا لم أتعمد هذا العدد وكل شىء جاء بالمصادفة ومن الصعب إعادته مرة أخرى، فضلا عن أن المسلسل يجب أن يخرج بسيطا عكس الفيلم الذى كان ثقيلا على الجمهور للدرجة التى جعلتنى أقول لهشام عبدالخالق و وائل عبدالله إنى لا أريده فى 100 نسخة وإنما فى 40 نسخة فقط لأنه ليس شعبيا وبالفعل تم رفعه من بعض السينمات بعد عرضه.