صدر حديثا كتاب جديد لأستاذ العلوم السياسية والدراسات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور عبدالله النقرش، بعنوان "من وحي الربيع العربي " والذي يستخلص من خلاله بعض الدروس والعبر من ثورات الربيع العربي. ويسجل المؤلف في كتابه الذي جاء في 185 صفحة انطباعاته ومشاعره تجاه ما يحدث موثقا بعض المواقف في تاريخ الثورات العربية الحديثة.
ومن أهم هذه الدروس المستفادة أن مشروع الأمة حي في الذات العربية، وأنه مركب في شخصيتها ولا يمكن القضاء عليه ، لا بفعل الاستعمار الأجنبي ولا الغزو الحضاري ولا الطغيان ، فهو حقيقة وجودية تفرض نفسها رغما عن الكل .
ويتضح حسب ما جاء في الكتاب أن الكرامة الشخصية والحرية الفردية والهيئة الاجتماعية والثقافة الجمعية والوحدة الوطنية، هي مركبات أصيلة في الذات العربية ، لا يمكن القضاء عليها، لا بالقهر ولا بالعبودية ولا بالعزلة ولا بالثقافة الشمولية .
ويعتبر النقرش أن هناك عوامل عديدة ساعدت على الثورات العربية منذ أن انطلقت الشرارة في تونس بإشعال محمد البوعزيزي النار في جسده ، نتيجة الإحباط والخوف والوهم لافتا إلى الدور الأكبر للشعوب العربية عندما بدأت تتلمس طريقها لزمنها المقبل .
ويقوم النقرش من خلال الكتاب بتحليل الأبعاد الحقيقية للثورات العربية منذ أن بدأت في تونس وبعدها مصر واليمن وليبيا، مشيرا إلى أن حركة الشعوب العربية تصنع ثورتها التاريخية بنسق جديد بغايتها الحرية والعدالة والتقدم الإنساني ، وتؤسس لزمن جديد نتاج خصائصها وليس نتيجة معطيات النظام الدولي .