دخلت أزمة اسطوانات البوتاجاز الشهر الثانى على التوالى، وارتفعت أسعارها إلى 50 جنيها بالقاهرة والمحافظات، وتسبب نقص أسطوانات الغاز فى نشوب العديد من الاشتباكات بين الأهالى، فضلا عن ازدياد الطوابير الممتدة فى الشوارع التى توجد بها المستودعات، وأدت الأزمة إلى تجمع أهالى مركز البلينا بمحافظة سوهاج، وقيامهم بقطع السكة الحديد تعبيرا عن تضررهم من نقص المعروض منها. وأرجع رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية حسام عرفات، الأزمة إلى نقص كميات الغاز المخصص للمستودعات، بنسبة فاقت ال30% ووصلت فى بعض المحافظات إلى 50%، نتيجة لتوقف استيراد البوتاجاز.
وكان وكيل وزارة البترول محمود نظيم صرح ل«الشروق» بأن الوزارة طرحت 1.2 مليون أسطوانة يوميا، ولكنها تتعرض للتهريب والبيع فى السوق السوداء.
وقال عضو الشعبة سعد إبراهيم إن «أزمة نقص الغاز بالمحافظات ترجع إلى أن الغاز الصب والسائل يأتى لمحافظة القاهرة من خلال محطات ومواتير من الإسكندرية مباشرة، عن طريق محطة تعبئة القطامية ومسطرد، على خلاف باقى محافظات الجمهورية التى تعتمد على نقل الغاز الصب من القاهرة عن طريق السيارات المحملة بالغاز السائل، وبالتالى هذه المحافظات ظهرت فيها الأزمة بوضوح عكس القاهرة».
وأضاف أن فصل الشتاء تزيد فيه نسبة استهلاك المواطنين للغاز بنسبة 50% فى محافظة القاهرة، وترتفع إلى 80% فى المحافظات، نتيجة لانخفاض درجة الحرارة، بالإضافة إلى برودة الماء الذى يحتاج إلى فترة أكبر لتسخينه.
من جهتها، قالت وزارة التضامن والعدالة الاجتماعية، إن الوزارة لا تستطيع فى ظل الظروف الراهنة إحكام كامل قبضتها على أصحاب المستودعات، نتيجة لعدم استقرار الحالة الأمنية بالبلاد، فضلا عن حالة التخبط التى تعانيها الوزارة الآن، واحتمالية شطرها إلى وزارتين بعد تصريحات الجنزورى، وفقا لمصدر بالوزارة.
واعترف المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه بوجود نقص فى الغاز، لكنه ليس بالحجم الكبير الذى يؤدى إلى أزمة حادة كالتى تعيشها البلاد الآن.
وقال العديد من الأهالى إن أصحاب المستودعات استغلوا غياب الرقابة التموينية وقاموا بتوزيع الكميات فى السوق السوداء بأضعاف أسعارها، حيث يوزعون الأسطوانات فى الأوقات المتأخرة من الليل ل«السريحة» ويتحجون نهارا بعدم توافر الغاز، وأضافوا أننا ننتظر لأوقات طويلة أمام المستودعات للحصول على الأسطوانات دون جدوى، ونضطر لشرائها من الباعة الجائلين.