طلب رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو الثلاثاء من وزرائه الاستقالة تمهيدا لتشكيل حكومة ائتلاف وطني مع اليمين تنتظرها بفارغ الصبر اليونان ومعها منطقة اليورو وواشنطن. والسياسي الذي يتردد اسمه لتولي رئاسة الحكومة في هذا البلد المهدد بالافلاس وبالخروج من منطقة اليورو هو الخبير الاقتصادي لوكاس باباديموس المسؤول السابق في البنك المركزي الاوروبي.
وتجري اتصالات مكثفة بين رئيس الوزراء المستقيل جورج باباندريو الذي يتزعم الحزب الاشتراكي ايضا وزعيم حزب الديموقراطية الجديدة اليميني انطونيس ساماراس الذي وافق في نهاية المطاف الاحد على فكرة تشكيل حكومة تحالف. وعقد اجتماع لمجلس الوزراء ظهرا برئاسة باباندريو الذي طلب من وزرائه الاستقالة.
ويفترض ان يلتقي في وقت لاحق اليوم الرئيس كارولوس بابوليس ليقدم له استقالته واستقالة حكومته كما اعلنت الشبكة العامة نت. وكان ممثلو منطقة اليورو طالبوا مساء الاثنين بالتزام خطي من الحزبين اليونانيين الرئيسيين باحترام الوعود المتصلة بالتقشف وبالاصلاحات قبل الحصول على قروض جديدة.
ورحب متحدث باسم البيت الابيض الاثنين بالاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الحزبين الرئيسيين اليونانيين من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، محذرا في الوقت نفسه من انه سيترتب على الحكومة الجديدة "التحرك باسرع ما يمكن للالتزام بتعهداتها المتعلقة بتطبيق خطة الانقاذ" الاوروبية لليونان.
وتنص خطة المساعدة التي اقرت في بروكسل ليل 26 الى 27 اكتوبر على مساعدة اجمالية بقيمة 130 مليار يورو من القروض والضمانات وشطب مئة مليار يورو من اصل 350 مليار يورو من الديون اليونانية المترتبة للمصارف. في المقابل، يتوجب على اثينا الالتزام بخطة تقشف صارمة والقبول بشبه وصاية عليها.
وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد التي تزور موسكو ان "ما نحتاج اليه من وجهة نظر الصندوق هو الوضوح السياسي". واضافت "انه شرط لاي مفاوضات ولتسليم اي دفعات". ومنذ عدة ايام، يطرح في اليونان اسم باباديموس لرئاسة الحكومة. وباباديموس هو نائب رئيس البنك المركزي الاوروبي سابقا (2002-2010) والحاكم السابق للبنك المركزي اليوناني (1994-2002) وهو اليد اليمنى لجان كلود يونكر ومستشار باباندريو.
غير ان وسائل الاعلام طرحت اسماء اخرى محتملة لرئاسة الحكومة بينها مندوب اليونان لدى صندوق النقد الدولي بانايوتيس روميليوتيس (64 عاما) ورجل القانون نيكيفوروس ديامانتوروس (69 عاما). وبحسب صحيفة تا نيا، فان باباديموس اشترط ان يتولى ايضا وزارة المالية محل ايفانغيلوس فينيزيلوس. الا ان صحيفة كاثيميريني ذكرت ان باباديموس الذي يعلم حاليا استاذا في جامعة هارفرد لا يزال مطروحا بقوة.
ومن العقبات التي تعترض التوصل الى اتفاق، بحسب الصحيفة، رفض اليمين اشراك اركانه في الحكومة الجديدة التي ستكون مهمتها الرئيسية اقرار خطة الانقاذ الاوروبية لليونان التي تم التوصل اليها في 26 اكتوبر وارفقت بسلسلة جديدة من تدابير التقشف في اطار ميزانية 2012.
واعلن ساماراس مرارا تاييده للمساعدة الاوروبية لكنه يعارض الاستمرار في زيادة الضرائب ما يعيق بنظره نمو البلاد ويحول دون خروجها من الركود. وعنونت كاثيميريني "خطوات بطيئة فيما الاتحاد الاوروبي يمارس ضغوطا" مشيرة الى "خيبة الامل الكبرى وعجز باباندريو وساماراس على الاتفاق على حكومة جديدة". ورات تا نيا ان "مسلسل تشكيل الحكومة الجديدة يفترض ان ينتهي اليوم (الثلاثاء)" مبدية اسفها "ليوم من الفوضى" لم يفض الى نتائج الاثنين.
من جهتها عنونت صحيفة نافتيمبوريكي المالية على "ضغوط اوروبا" المتزايدة على الحزبين من اجل تشكيل حكومة ستكون بمثابة "ضوء اخضر" لصرف دفعة ثانة من المساعدات بقيمة ثمانية مليارات يورو تحتاج اليها البلاد بشكل عاجل. وسجلت بورصة اثينا بعد ظهر اليوم ارتفاعا نسبته 1.82 % قبل ساعتين من اغلاقها. وكانت قد اغلقت امس على ارتفاع نسبته 1.39 % مع التفاؤل في تشكيل حكومة توافقية.