أثارت وثيقة «خطة العمل الاستراتيجى لجماعة الإخوان المسلمين 2009 2012»، التى انفردت «الشروق» بنشر تفاصيلها الأحد الماضى، ردود أفعال متباينة داخل صفوف الجماعة، ففى حين شكك البعض فى وجود الوثيقة من الأساس، تحفظ البعض على ربط المحور العالمى الذى تم إدراجه فى الوثيقة بالتنظيم الدولى للإخوان الذى نفت قيادات من الجماعة وجوده فى الكثير من المناسبات، وفى المقابل دعا بعض المدونين من شباب الإخوان مكتب الارشاد إلى التعامل مع تلك الأمور بشكل علنى وبشفافية حتى لا يقطعون الخط على المزايدين ومنتقدى الجماعة على حد تعبيرهم. وادعى أحد قيادات الجماعة نتحفظ على اسمه أن الوثيقة «مضروبة»، وأن النشر جاء بدوافع خفية، ورفض التعليق على ما جاء بها من معلومات. فيما أكد د.محمد حبيب النائب الأول لمرشد الجماعة أن الوثيقة صحيحة، وما جاء بها هى الخطة التى أقرتها جماعته للتحرك خلال السنوات الأربع المقبلة، وقال ل«الشروق»: إن الإخوان لا يمكن أن يعملوا بدون خطط على جميع المستويات، وفى كل الاتجاهات، إلا أنه تحفظ على الربط بين المحور العالمى، والتنظيم الدولى، موضحا أن الإخوان موجودون فى معظم الأقطار لكنهم يعملون طبقا للدساتير والقوانين الخاصة بتلك الأقطار. وطالب نائب المرشد بوضع التنظيم العالمى للإخوان فى إطاره، وقال: «لا هو هرمى ولا الإخوان مفصولون عن بعضهم، لا أبيض ولا أسود». من جهة أخرى طالب شباب الإخوان، مكتب الإرشاد بالشفافية فى إعلان تلك الأمور، وقال أحد شباب الجماعة ل«الشروق» يجب أن تعلن بعض المحاور، لاسيما السياسى والمجتمعى لأن هذين المحورين تشترك الجماعة فيهما مع الآخر، ومن حق هذا الآخر أن يعرف قواعد وأسس التعامل معنا. كما أبدى تحفظه على فكرة نشر الجزء الخاص بالمحور العالمى تحت مسمى «التنظيم الدولى للإخوان»، موضحا أن هذا المحور يختص بالعمل على دعم القضايا الإسلامية وفى مقدمتها قضية فلسطين، وأشار إلى أن هذا الجزء كان يتم تصنيفه قبل ذلك داخل المحور السياسى أو محور المجتمع لأنه يتناول القضايا التى تهم كل مسلم. وأكد أن شعار «الإسلام هو الحل» ليس هدفا لدى الإخوان يريدون الوصول إليه إنما هو استراتيجية للوصول للهدف، وبالتالى فإنه من الممكن أن نتنازل عن هذا الشعار فى أى وقت وفى ظل ظروف معينه. وأكد محمد حمزة المدون الإخوانى صاحب مدونة «واحد من الإخوان» أنه مع أن يتم نشر الخطة على المجتمع، لكنه أوضح أن بعض الأجزاء لا يتم نشرها لأنها قد تتسبب فى ضربات أمنية للجماعة. ويرى حسام تمام الباحث فى شئون الحركات الإسلامية أن الوثيقة ليست استثنائية، وهى خطة عمل توضع كل أربعة أعوام وترسم مسار الجماعة وتوجهاتها فى الفترة المقبلة. وتكشف الوثيقة بحسب تمام عن تعميق تحول الجماعة إلى تنظيم سياسى وطنى أكثر منه جماعة إسلامية شاملة وعالمية، مشيرا إلى أن العمل السياسى والرغبة فى خوضه، وإنجاز تغيير سياسى صار هو المشروع الأساس للجماعة فيما أصبحت المسارات الأخرى بما فيها الدعوية والاجتماعية مكملة للمسار السياسى وخادمة له، وهو توجه تأكد فى السنوات الأخيرة خاصة فى ولاية مهدى عاكف التى بدأت 2004. ويعتقد تمام أن التسارع فى وتيرة تسييس الجماعة هو المسئول عما يبدو من خلاف داخلى حول عدد من القضايا المهمة كما تكشف الوثيقة، ويقول «أظهرت الوثيقة الخلاف بين الوطنى وبين الأممى». ويضيف «أن الاستمرار فى حسم توجه الجماعة نحو السياسة أكثر فأكثر من شأنه أن يفجر كل الملفات أو الألغام التى كانت مؤجلة عند الإخوان.