احتفت صحيفة الأوبزرفر البريطانية بظهور الطبعة الانجليزية من كتاب "اختلال العالم.. إرساء نهج جديد للقرن الحادى والعشرين" للكاتب والروائى اللبنانى الأصل أمين معلوف، منوهة بأن هذه الطبعة تتزامن مع "الربيع العربى". ووصفت الأوبزرفر هذا الكتاب بأنه حافل بالتبصرات والرؤى الثاقبة والتحليلات المتميزة للعقل العربى وهموم الإنسان العربى وعالمه، فيما نقلت عن أمين معلوف قوله أن "الربيع العربى" يدفعه لإعادة النظر حيال تشاؤمه السابق بشأن التوترات بين المنطقة العربية والغرب.
وفى سياق تناولها للكتاب بطبعته الانجليزية-أضافت صحيفة الأوبزرفر بأن أمين معلوف "كاتب نافذ البصيرة" فيما توقفت عند قوله فى مقدمة أو تصدير الطبعة الإنجليزية الجديدة لكتاب "عالم مضطرب" أن الربيع العربى هو الرد البليغ على الفكر المتطرف الذى انتج هجمات 11 سبتمبر 2001 .
وجاء متن الكتاب قبل الربيع العربى، حيث اعتبر أمين معلوف أن العرب يشعرون بأنهم كالمنفيين فى العالم المعاصر وغرباء فى كل مكان وبقعة، وسواء كانوا داخل أوطانهم أو فى الشتات والمهجر، فيما ذهب إلى أنهم يعانون من الشعور بالهزيمة والاهانة وفقدان الثقة بالنفس، ومن ثم فهم لا يكفون عن التساؤل الملتاع بصوت عال حول سبل تغيير مسار التاريخ ومجراه الراهن.
وفى كتابه الذى احتفت صحيفة "الأوبزرفر" بطبعته الانجليزية الجديدة-يلاحظ أمين معلوف أيضا أن العرب لا يكفون ولا يملون وهم يسردون تاريخهم من الإشارة للغرب المرة تلو المرة، بل الاف المرات، فيما يتأمل مليا تأثير ظهور اسرائيل وحروبها فى الوعى العربى الجريح.
ويرى معلوف فى كتابه "عالم مضطرب" أن أولئك الذين لا يقدم لهم حاضرهم سوى أمثولات الفشل والهزائم والاحباطات والاخفاقات والاهانات لابد وأن يتشبثوا بالماضى حتى لا يفقدوا الثقة فى أنفسهم بصورة كاملة .
وتقول الناقدة جوستين كارتورايت فى صحيفة الأوبزرفر، إن أمين معلوف يكتب باللغة الفرنسية بإدراك أصيل وتقدير متفرد للأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط من منظور التاريخ وقدرة فذة على تناول المصائر فى خضم الصراعات والمنافسات بين الامبراطوريات والحضارات المختلفة . ورأت أن ذلك كله يؤهل أمين معلوف بجدارة للكتابة والكشف عن ذلك الشعور الحاد بأن هناك معركة كارثية تمضى قدما بين الحضارات ومنظومات المعتقدات.
ورغم إعجابها بهذا الكتاب وبرؤى أمين معلوف وأفكاره وتآملاته الفلسفية-فقد ذهبت جوستين كارتورايت إلى أنه بدا مرتبكا إلى حد ما فى مقدمة الطبعة الإنجليزية التى أعدها بسرعة حتى يصدر الكتاب فى خضم الربيع العربى، ومن ثم فان القارىء يشعر بوجود تناقض واضح بين المقدمة المتفائلة وبين متن الكتاب الذى ينزع نحو التشاؤم.
وكانت الحرب الأهلية اللبنانية التى اندلعت عام 1975 قد أرغمت أمين معلوف على السفر لفرنسا والاقامة فى باريس، حيث يعيش حتى الآن مع عائلته فيما حصل على الجنسية الفرنسية. ومنذ خروجه من لبنان لم يعد أمين معلوف صاحب "صخرة طانيوس" للوطن الأم سوى مرة واحدة، فيما كتب أعمالا ترقى لمصاف "الروائع الأدبية العالمية" على حد قول جوستين كارتورايت فى صحيفة الأوبزرفر.
وإذا كان أمين معلوف الذى ولد فى بيروت عام 1949 ينوه بأن كتاباته تحض دوما على نبذ العنف وكراهية الاقتتال، فإنه يستنكر فى هذا الكتاب الازدواجية الغربية فى التعامل مع العرب وغيرهم من شعوب الجنوب، مؤكدا على أن الغرب أحجم عن تطبيق معاييره فى العدالة وحقوق الإنسان عند التعامل مع هذه الشعوب .
وحظى أمين معلوف بعضوية الأكاديمية الفرنسية، كما حصل على عدة جوائز أدبية هامة من بينها جائزة الجونكور عام 1993 ، وعمل من قبل كصحفى بجريدة النهار اللبنانية، كما جمع والده بين التدريس والصحافة.