فى الوقت الذى نفت فيه وزارة الداخلية، مصرع نزيل سجن شديد الحراسة عصام على عطا» نتيجة التعذيب داخل العنبر رقم 4»، أكد نشطاء حقوقيون فى بلاغ رسمى أن عطا «لقى مصرعه فى أعقاب حفلة تعذيب مارسها ضباط سجن طرة، بإدخال خراطيم المياه فى فمه ومؤخرته، سقط جثة هامدة تخرج المياه من جميع فتحات جسمه». ولم يتوقف الجدل عند تصريحات الداخلية وأسرة القتيل والنشطاء الحقوقيين، وإنما امتد إلى شهود العيان، ففى حين قال زملاء لعطا فى الزنزانة أن «الرائد (محمد. ع) المشرف على المحبوسين جنائيا، تولى تعذيب المجنى عليه، بحثا عن شريحة هاتف أبتلعها أثناء تفتيش الزنزانة»، أكد عددا من نزلاء سجن شديد الحراسة من المساجين السياسيين أن الضابط المذكور «يشدد دائما على الجنائيين، ويفتش العنابر يوميا دون تعذيب أحد من النزلاء نهائيا، ولم نسمع أصوات استغاثة من العنبر رقم 4»، وهى الرواية التى أكدها ثلاثة آخرون من شهود العيان (سيد أحمد عثمان محمد، وأحمد سيد عبدالرحمن، محمد السيد أحمد)، والذين قالوا إنه «عقب الزيارة شاهدوا عصام يبتلع أنبوبة تحتوى على مواد مخدر.. بعدها تعرض لنوبة قىء دموى». وقال العميد محمد عليوة، مدير إدارة الإعلام بمصلحة السجون، أن عطا «كان تلقى زيارة من قبل أسرته يوم 25 أكتوبر، وباعتراف زملائه، تناول أنبوب مخدر أثناء قضائه فترة العقوبة وأصيب بحالة تسمم، وعلى الفور تم عرضه على أطباء مستشفى السجن، وتم نقله بسرعة لمستشفى المنيل الجامعى بقسم السموم وتوفى متأثرا بإصابته». وهو ما توافق مع التقرير الصادر عن مستشفى المنيل الجامعى، أمس، والذى أفاد أن سبب الوفاة «قىء دموى، أدى إلى هبوط حاد فى الدورة الدموية، وتوقف فى عضلة القلب نتيجة تسمم.. وجارٍ تحديد نوع التسمم ومصدره».
وروى محمد عطا، شقيق المتوفى ل«الشروق» ما دار بينه وبين أخيه قبل ساعات من وفاته، قائلا: «اتصل بى عصام قبل وفاته بساعات يشكو لى سوء معاملة أحد الضباط له ويدعى نور وقال لى: الحقنى يا محمد الضابط بيعذبنى أنا تعبان اعملوا أى حاجة، فرديت عليه وزعقت له: إنت اتجننت يا عصام عاوزنا نروح نشتكى ضابط علشان يلفق لك قضايا، إحنا مش قد اللعبة دى».