تظاهر نحو ألف تونسي أمس الثلاثاء، في مدينة منزل بوزيان بولاية سيدي بوزيد (وسط غرب تونس)، احتجاجًا على ما يعتبرون أنه فوز مشبوه لقوائم "العريضة الشعبية" المدعومة من صاحب فضائية المستقلة الهاشمي الحامدي بعدد مهم من مقاعد المجلس الوطني التأسيسي.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الناشط محمد فاضل، أن المتظاهرين خرجوا إلى الشارع للتعبير عن رفضهم لما سموها "النتائج المهزلة للانتخابات"، في إشارة إلى فوز قوائم "العريضة الشعبية للعدالة والحرية والتنمية" بنحو عشرين مقعدًا في المجلس التأسيسي (من مجموع 217 مقعدًا) لتحل بذلك ثالثة بعد حزب حركة النهضة، والمؤتمر من أجل الجمهورية.
وأضاف فاضل، أن المتظاهرين رددوا شعارات معادية للحامدي المقيم في لندن والذي يوصف بأنه مليونير.
وحسب الناشط ذاته، فإن أنصار حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل (الحاكم سابقًا) دفعوا رشى للناس للتصويت في الانتخابات لحزب الحامدي، معتبرًا أن هذا الحزب امتداد للتجمع.
وأكد محمد فاضل، أن أنصار حزب التجمع الدستوري قاموا قبيل انتخابات الأحد الماضي "بتشويه وتكفير المستقلين الذين ترشحوا للانتخابات، وبدفع رشى لشراء أصوات الناخبين".
وكانت وكالة الأنباء التونسية ذكرت أمس، أن محامين قدموا شكوى ضد الهاشمي الحامدي لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، حيث يتهمونه بخرق القانون عبر استخدام قناته الفضائية المستقلة -التي تبث من لندن- للدعاية لحزبه الذي فاجأت نتائجه الأحزاب والنخب في تونس.
وكان الحامدي منتميًا في السابق إلى حركة النهضة، قبل أن ينسلخ عنها ويتقرب من نظام بن علي، وفق ما يقوله منتقدوه.
وبالتزامن تقريبًا مع المظاهرة التي جرت في منزل بوزيان -وهي أول مدينة يُقتل فيها متظاهرون خلال الثورة- تظاهر بضع عشرات في العاصمة التونسية احتجاجًا على ما يعتبرونه خروقات للعملية الانتخابية التي شهدت هيئات دولية بنزاهتها، وكانوا يشككون أساسًا في النتائج التي حصلت عليها حركة النهضة.