يعرض مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي، خلال الأسبوع القادم ضمن برامجه مجموعة من الأفلام الوثائقية الجريئة، تتناول موضوعات لم يتم التطرق إليها سابقا في هذا الإقليم الملي بالإضطرابات على مدى العقود السابقة. ولفتت هانيا مروة رئيسة قسم البرمجة العربية في مؤسسة الدوحة للأفلام، إلى اتساع قائمة الأفلام الوثائقية المشاركة من مختلف أنحاء العالم العربي، قائلة "من الواضح أن الأحداث والتغيرات التي تعرضت لها المنطقة خلال العام الماضي ستكون في ذهن جميع الحاضرين لمهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي، فإن الأفلام الوثائقية التي تم إختيارها تعكس التغيرات السياسية التي تتعرض لها المنطقة، كما سنقدم خلال المهرجان عددا من الأفلام الوثائقية المتقنة التي تلقي الضوء على العوالم الخاصة، والجوانب الغامضة والتي غالبا ما تكون خفية عن المراقبين السياسيين.
وأضافت " وبغض النظر عن نوعية الأفلام التي يفضلها الجمهور، سيتضمن مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي فيلما وثائقيا ما، يجعل المشاهد يتوقف ليرى المنطقة من زاوية جديدة."
ويتجلى "الربيع العربي" بكل وضوح في فيلم "الكلمة الحمراء" للمخرج الياس بكار، والذي يتتبع قصة الشعب التونسي وخروج الرئيس زين العابدين بن علي من السلطة ، ويمكن ملاحظة نفس الروح المتمردة في فيلم "طوفان في بلاد البعث"، والذي سيقدم ضمن تكريم المخرج الراحل عمر أميرلاي .
كان المخرج أميرلاي الذي توفي في فبراير 2011 ، مساهما بشكل فاعل في ربيع دمشق عام 2000، ويدور الفيلم المثير للجدل الذي أخرجه في عام 2004 ، حول كارثة مشروع سد الطبقة، ويتساءل عما آل عليه حلم الإشتراكية العربي.
أما عن المنظور النسائي للتغيرات التى شهدتها المنطقة ، فتطلب لينا العابد، مخرجة فيلم "توق" فى فيلمها من النساء في دمشق أن يتحدثن عن الدور الذي تمارسه المرأة وهامش حريتها في المجتمعات الذكورية ، وإظهار انعكاس ذلك عليهن .
كما يسلط المهرجان الضوء على النساء أيضا من خلال فيلمين وثائقيين يدور موضوعاهما حول الرياضة، يتحدث الفيلم الأول عن المحظورات التي تحيط بعالم المرأة ورياضة الملاكمة في تونس في فيلم "بنات البوكس" للمخرجين لطيفة ربانة الدغري ، وسالم الطرابلسي، أما الفيلم الأخر فهو "سلام دانك" للمخرج دافيد فاين، والذي تناول التجربة المؤثرة والتي تغير حياة فريق كرة السلة النسائي بالعراق.
ويستند الفيلم المميز "أقلام من عسقلان" للمخرجة ليلى حطيط سالاس، إلى قصة الفنان الفلسطيني زهدي العدوي، الذي اعتقل في عام 1975 وهو ما يزال في الخامسة عشرة من عمره. وتمكن العدوي رغم سجنه في سجن عسقلان الأمني الإسرائيلي، من الحفاظ على روحه حية، واستخدم فنه كوسيلة للتعبير، بمساعدة من مجتمعه وعائلته.
أما فيلم "اختفاءات سعاد حسني الثلاثة"، للمخرجة رانية اسطفان، فهو فيلم وثائقي يعتمد بشكل حصري على لقطات أرشيفية للفنانة سعاد حسني والتي مثلت رؤية للمرأة العربية المعاصرة حتى وفاتها المأساوية عام 2001.
كما تضم قائمة الأفلام فيلمين وثائقيين من مصر، يبرزان طبيعة النسيج البشري الغني في القاهرة وهما فيلم "في الطريق لوسط البلد" للمخرج شريف البنداري ، وذلك من خلال ست شخصيات مرتبطة بوسط البلد بطرق مختلفة . وفيلم "العذراء، الأقباط وأنا" للمخرج نمير عبد المسيح ، والذي يناقش موضوع مشاهدة ملايين الأقباط في مصر لصورة السيدة العذراء على شاشة شريط سينمائي ويعتقد أن المؤمنين فقط هم من يستطيعون رؤيتها بأم العين.
كما يعرض مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي خمسة أفلام روائية طويلة من مختلف أنحاء العالم كعرض أول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهي أفلام مرشحة لتحظى بفرصة للمنافسة في مسابقة الأفلام الأجنبية ضمن جوائز الأوسكار لعام 2012.
ويتنافس كل من الفيلم المصري "الشوق" للمخرج خالد الحجر، والفيلم المغربي "عمر قتلني" للمخرج رشدي زيم، في مسابقة الأفلام العربية التي تعد من أبرز فعاليات مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي.
في حين يتنافس كل من الفيلم اللبناني "وهلأ لوين؟" للمخرجة نادين لبكي، والفيلم الفرنسي "إعلان حرب" للمخرج فاليري دونزيلي، والفيلم البلجيكي "بل هد" للمخرج مايكل روسكام، للحصول على جائزة أفضل فيلم من إختيار الجمهور ضمن قسم الأفلام العالمية المعاصرة في المهرجان .
وتدل هذه المجموعة المتميزة على نوعية وقيمة الأفلام المتنافسة ضمن مسابقتي الأفلام الروائية العربية، والأفلام العالمية المعاصرة خلال المهرجان ، الذي يفتتح بالعرض العالمي الأول للملحمة العربية "الذهب الأسود" للمخرج جان جاك أنو، يوم 25 أكتوبر، فيما يختتم فعالياته يوم 29 أكتوبر، بعرض فيلم "ذا ليدي" للمخرج لوك بيسون، والذي يحكي قصة مستوحاة من النضال لإحلال الديمقراطية في بورما .