ذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية اليوم الأحد أن الثوار الليبيين دمروا اخر احلام العقيد الليبي معمر القذافي في مدينة سرت والتي طالما حلم بأن تكون سرت مدينة افريقية حديثة مختلفة عن بقية ليبيا. وأشارت الصحيفة البريطانية في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني بشبكة الإنترنت إلى أن القذافي كان يحلم ببناء مستشفيات ومدارس وجامعات كبيرة على أرقى مستوى وبتكنولوجيا متقدمة لجعل سرت من أفضل المدن الافريقية.
وأوضحت "التليجراف" أن معقل القذافي في سرت ومكان مولده أصبح مدمرا بالكامل وبدلا من أن يكون من أفضل الأماكن في افريقيا أصبح خرابا ودمارا. وقالت الصحيفة إن مؤيدي القذافي يحاولون الحفاظ -حتى الوقت الراهن- على المدينة من الوقوع بأكملها في أيدي الثوار ، بالرغم من محاولتهم اليائسة ، مؤكدة على أن هزيمتهم قادمة لا محالة.
وشبهت الصحيفة الوضع في المدينة بالمشاهد القاتمة التي شهدتها العاصمة الشيشانية جروزني في فترة نهاية الحرب الروسية على الشيشان. ونقلت الصحيفة البريطانية عن شهود عيان قولهم ان المسلحين الموالين للقذافي يقومون بقتل أي شخص يشكون أنه متعاطف مع قوات المجلس الانتقالي الليبي.
وتعتبر مدينة سرت "مكانا ذا أهمية رمزية كبيرة" ليس بسبب معمارها المميز ، بل لأن القذافي حولها من قرية صيد مغمورة إلى عاصمة ثانية لليبيا. يشار إلى أن قوات المجلس الوطني الانتقالي قامت بنقل المزيد من الأسلحة الثقيلة الى مدينة سرت ، حيث القتال مازال مستمرا في بعض جيوب المدينة ، ويبدي الموالون للقذافي مقاومة شرسة.
وكان الليفتنانت الجنرال الامريكي رالف جوديث قائد الحملة الجوية لحلف شمال الاطلسي قد أبدى دهشته من شراسة وقوة الموالين للقذافي حتى الآن ، مشيرا إلى أنهم حتى هذه اللحظة يستطيعون تنظيم أنفسهم. وحذر جوديث من أن تماسك قوات القذافي ، يهدد المناطق السكنية في سرت ، حيث يعتلى القناصة أسطح المنازل كما يجوب مسلحون موالون له أيضا في شاحنات صغيرة الشوارع ويقتلون المدنيين ويرهبونهم.
وأشار إلى نجاح خليط من المرتزقة الافارقة والقوات الموالية للقذافي حتى الآن في مواصلة قدرتهم على القيادة والتحكم واستمرار خطوط الامداد في سبيل الدفاع القوي عن المدن ، على الرغم من الحملة الجوية للناتو التي هي الآن في شهرها السابع.
وشدد على أن الموقف الراهن "ديناميكي" وان الناتو سيواصل المراقبة والتصرف حين يتطلب الأمر لحماية المدنيين من الهجمات، مضيفا أن الحلف سيواصل حملته العسكرية حتى تتمكن الحكومة الانتقالية من بناء قواتها الأمنية الأزمة لحماية المدنيين.