رفض خبراء ونقاد سينمائيون القول إن ثورة 25 يناير المصرية سبب إخفاق مهرجان الإسكندرية السينمائي مؤكدين أنه لم يكن هناك في الأصل مهرجان بالمعنى الصحيح، لا سيما أن بعض الأفلام عرضت على اسطوانات "دي في دي" وليست أشرطة سينمائية..وأكدوا أن المهرجان لم يكن بالمستوى المطلوب، فقد كان بلا أفلام سينمائية إلا في ما ندر. وعبّرت رئيسة لجنة التحكيم المخرجة الإسبانية هيلينا تابرتا عن عدم رغبتها في الاستمرار في تقييم الأفلام كرئيس للجنة، نظراً لأن المهرجان سينمائي ولا يجوز متابعة الفيلم على "دي في دي"، خصوصاً وأن نصف الأفلام الأخرى تتم مشاهدتها سينمائيا، مما يعني انتفاء العدالة في الحكم بين فيلم وآخر.
وحاول المخرج خالد الصاوي إقناع أعضاء اللجنة ورئيس لجنة التحكيم بالاستمرار في المشاهدة بحجة أن الثورة هي العائق الأساسي للمهرجان، وأن إضراب الطيارين المصريين الذي بدأ يوم 5 أكتوبر الحالي في ليلة افتتاح المهرجان هو الذي أسفر عن كل ما حدث من تأخر وتسيب في المواعيد، رغم أن لائحة المهرجان تفرض وصول الأفلام قبل الافتتاح بأكثر من شهر، ولكن تابرتا لم تقتنع بأن الأمر خارج عن إرادة القائمين على المهرجان، ولهذا غابت عن حضور حفل الختام، بينما نجح الصاوي في إقناع باقي الأعضاء بالاستمرار في مشاهدة الأفلام سواء أكانت على أشرطة سينمائية أم دي في دي.
ولم يقدم المهرجان أفلاما عن الثورة المصرية، حيث إن فيلمي "18 يوم" و"الطيب والشرس والسياسي" فضلا الذهاب إلى مهرجان أبوظبي الذي سيعرض فيلم "الطيب والشرس والسياسي"، وفضَّل مخرج الفيلم الروائي "أسماء" عمرو سلامة ومنتجه محمد حفظي عرضه رسميا في مهرجاني أبوظبي ولندن، وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.
ومن إحدى إخفاقات مهرجان الإسكندرية لهذا العام هو عدم إقامة ندوة "مئوية نجيب محفوظ" التي كانت عنواناً مميزاً للمهرجان، ولكنها أُلغيت لأنه لم يحضر أحد من الجمهور ولا الصحافيين إلى مكتبة الإسكندرية، حيث كان من المفترض إقامة هذه الاحتفالية بنجيب محفوظ، ولكن بعد أيام قليلة أقيمت مئوية لنجيب محفوظ في مهرجان أبوظبي، وتم عرض عدد من أفلامه، وبالفعل هناك دراسة لأفلامه التي ستتضمن ليس فقط القصص الروائية التي قدمت لنجيب محفوظ سينمائيا، بل سوف يتم تناول أسلوب نجيب محفوظ في الكتابة السينمائية، حيث إنه مارس أيضا الكتابة مباشرة للسينما في أفلام مثل "إحنا التلامذة" و"جعلوني مجرما" و"بين السماء والأرض" وغيرها من الروائع الفنية، فهي أعمال فنية ليست مأخوذة عن روايات أدبية لنجيب محفوظ أو غيره من الكتاب ولكنها مكتوبة مباشرة للسينما.
وقررت وزارة الثقافة المصرية متابعة المهرجان فنياً ومالياً من خلال تقارير يكتبها متخصصون عن المهرجان، وكان هناك بالفعل مراقب مالي وفني للمهرجان، فأكد مدير المركز القومي للسينما بأنه قد كلف المخرج مجدي أحمد علي بتقديم تقرير فني عن المهرجان، مثلا عندما قررت إدارة المهرجان عرض فيلم "الحاوي" ضمن الفعاليات الرسمية رغم أنه سبق عرضه تجارياً قبل بضعة أشهر، رفض المركز القومي للسينما الذي يشرف على المهرجان على اعتبار أن هذا مخالف ليس فقط للائحة مهرجان الإسكندرية، بل لكل اللوائح والأعراف التي تتعلق بالمهرجانات، حيث لا يجوز عرض فيلم رسمي في فعاليات المهرجان سبق عرضه تجاريا في نفس مدينة إقامة المهرجان.
يذكر أن افتتح مهرجان أبوظبي دورته الخامسة يوم الخميس الماضي، ويوم 25 من أكتوبر الحالي سيفتتح مهرجان الدوحة دورته الثالثة، وفي ال7 من ديسمبر المقبل سيفتتح مهرجان دبي السينمائي وهو أقدم المهرجانات الخليجية في دورته الثامنة، وستطل ثورات الربيع العربي تهيمن على كل هذه المهرجانات.