أعلن المؤتمر العلمي حول الجديد في علاج أمراض الجهاز التنفسي العلوي والسفلي وامراض الالتهاب الرئوي والشعب الهوائية أن العلماء نجحوا في اكتشاف مضاد حيوي جديد يعطى منه جرعة واحدة فقط في صورة شراب معلق لعلاج الأمراض المعدية خاصة أمراض الجهاز التنفسي العلوي والسفلي والالتهابات الرئوية والشعب الهوائية. وقال أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس الدكتور عادل خطاب - خلال أعمال المؤتمر الذى استمر ليوم واحد - "إن أهمية هذا الاكتشاف في المادة الفعالة للمضاد الحيوي الجديد التي تخرج من المعدة إلى الأمعاء التي يبدأ فيها امتصاص الدواء عن طريق الدم ، حيث تحمل جزيئات المادة الفعالة من المضاد الحيوي على كرات الدم البيضاء وتصل إلى الأنسجة عن طريق الدم ويظل المضاد الحيوي يعمل ويمتص في جسم المريض لمدة 10 أيام داخل الأماكن المصابة بالميكروبات بجسم الإنسان إلى أن يتم القضاء عليها نهائيا".
وأوضح أن معظم المضادات الحيوية الموجودة في الأسواق تعطى للمريض لفترات ما بين أسبوع إلى 10 أيام، مؤكدا أن اكتشاف عقار يعطى جرعة واحدة منه ويقضي على الميكروبات يعد إنجازا علميا. وأشار خطاب إلى أن مشاكل المضادات الحيوية الأخرى التي يتناولها المريض بمجرد أن تتحسن حالته ولا يكمل الخطة العلاجية من حيث الكمية في الفترة الزمنية اللازمة التي يجب أن يتناولها المريض للقضاء نهائيا على الميكروبات، مما يؤدي إلى مقاومة المضادات الحيوية للميكروبات نتيجة سوء استخدامها.
وأكد على ضروة وضع الخطوط الإرشادية القومية لاستخدام المضادات الحيوية التي تتناسب مع المريض المصري من حيث المناعة والمقاومة للميكروبات والتي تختلف اختلافا كبيرا عن المريض في بلدان أخرى. وقد شارك فى المؤتمر الدكتورة مايسة شرف الدين أستاذ الأمراض الصدرية بالقصر العيني، والدكتور خوليو راميراز أستاذ الطب ورئيس شعبة الأمراض المعدية بكلية طب جامعة "لويزيفيل" بولاية كنتاكي الأمريكية، بالإضافة إلى عدد من أساتذة الأمراض الصدرية وأمراض الأنف والأذن والحنجرة.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة مايسة شرف الدين أستاذ الأمراض الصدرية بالقصر العيني أن هناك صعوبات في اكتشاف مضادات حيوية جديدة تستغرق نحو 10 سنوات، ويتكلف اكتشاف المضاد الحيوي ما يقارب من 10 بلايين دولار. وأشارت إلى أن هناك تكلفة وخسائر كبيرة سواء في إنتاج المضادات الحيوية أو في سوء استخدامها التي يجعلها غير فعالة بالقدر الكافي ومقاومة للميكروبات.
وقالت الدكتورة مايسة "إن العقار الجديد وافق عليه الاتحاد الأوروبي وهيئة الغذاء والدواء الأمريكية ويكلف المريض نحو 70 جنيها فقط هو ثمن الجرعة، لافتة إلى أن له بعض الأعراض الجانبية على وظائف الكبد والكلى أو حدوث حساسية كأي مضاد حيوي أخر".
ومن جهته، قال الدكتور خوليو راميراز أستاذ الطب ورئيس شعبة الأمراض المعدية بكلية طب جامعة "لويزيفيل" بولاية كنتاكي الأمريكية "إن جميع الدراسات العلمية أكدت أن الأنفلونزا والإلتهاب الرئوي والشعب الهوائية تحتل المرتبة السادسة للأسباب المؤدية للوفاة في العالم وتنتشر الإصابة والعدوى بها أكثر في فترة الشتاء".
وأضاف أن المضادات الحيوية تعد أهم الخطوات لترويض تلك الأمراض الشرسة، مؤكدا أن ظهور مضاد حيوي جديد بجرعة واحدة تستمر في الجسم لمدة 10 أيام وتقضي على المرض تماما سوف يعود بنفع كبير على هؤلاء المرضى.
وأوضح راميراز أن هذا المضاد الحيوي يمكن إعطائه للكبار والأطفال، مشيرا إلى أن إصابات الجهازالتنفسي العلوي والسفلي ينتج عادة عن الإصابة ببكتيريا وفيروسات وعادة ما تكون التهابات الجهاز التنفسي السفلي أكثر خطورة من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، وتكون المضادات الحيوية هي الاختيار الأول لعلاج عدوى الجهاز التنفسي السفلي، إلا أن ذلك غير مستحب في العدوى الفيروسية.
