رغم مرور حوالي 7 أشهر على عمر الثورة السورية، إلا أن الشيء اللافت للنظر أن غالبية نجوم الفن السوري يتبرؤون من الثورة ويؤيدون النظام، بينما قله فقط من نجوم الفن السوري هي التي تؤيد الثورة. وحسب مراقبين، فإن السبب في ذلك يرجع إلى أن النظام السوري يقوم بتشويه صورة أي فنان ينضم إلى الثوار، بل إن الأمر قد وصل إلى الاعتقال والضرب المبرح في بعض الأحيان، وهو ما أدى إلى تردد الكثيرين في البوح عن مواقفهم.
البداية كانت مع الفنانة مي سكاف التي خرجت في مظاهرات لتطالب بمعاقبة ومحاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري في محاكمات عادلة ومعلنة والسماح للإعلام العربي والعالمي والمستقل بتغطية الأحداث في البلاد بحرية كاملة، لنقل الحدث على حقيقته، والوقف الفوري والنهائي للحل الأمني، وعدم استخدام العنف في الشارع بحق المتظاهرين السلميين، والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم ومطالبهم بحرية كاملة وإيقاف التحريض والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين سواء الذين اعتقلوا في السابق وما زالوا أسرى السجون السورية، فتم اعتقالها لمده ثلاثة أيام.
وداخل المعتقل تعرضت سكاف، حسب قولها، للضرب المبرح من قبل الأمن الجنائي، وفي نفس اليوم الذي أفرج عنها فيه تعرضت للاعتداء من قبل بعض المؤيدين للنظام، فهربت إلى منزل أحد أقربائها.
وأعلنت مي سكاف أنها لا تخاف الشبيحة، ولن تترك البلاد وتهرب بعدما وقع عليها من إهانات خلال فترة احتجازها في الأمن الجنائي، وأنها ستظل موجودة وداعمة لكل الثوار، ولن تتخلى عنهم، والضرب الذي تعرضت له لن يزيدها إلا تمسكا بموقفها، وأنها على استعداد بالتضحية بحياتها في سبيل الوطن، وتساءلت سكاف عن أي استقرار يجري الحديث عنه وهناك دماء سورية تنزف واعتقالات لشباب يحاولون أن ينقلوا وجهة نظرهم ويمارسون حقا من حقوق الإنسان الحر.
أما الفنانة الكبيرة منى واصف، فقد طالبت بفك الحصار عن مدينة "درعا"، مؤكدة أن الأطفال لا ذنب لهم، فكانت النتيجة أن طالبت أكثر من 20 شركة سورية للإنتاج الدرامي بتجريدها من وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة الذي كان قد منحه لها الرئيس السوري بشار الأسد.
وكان عقاب الفنانة كنده علوش، التي انتقدت النظام السوري، حملة إساءة واسعة ومحاولة للتخوين وهجوم شديد، وأصبحت في قائمة المغضوب عليهم من قبل النظام السوري، وتم استبعادها من مسلسل "الدبور".
وتعرض الفنان جمال سليمان لهجوم شرس من قبل مناصري النظام، بعد أن أعلن تأييده للثوار، حيث تم سبه في عرضه، ويرى سليمان أن سوريا الآن أمامها خياران لا ثالث لهما، وهما إما أن تستمر الثورة كما هي، وبالتالي ستتحول سوريا إلى بلد ينبعث منه الدخان في كل شارع أو يدخل النظام في حوار شجاع، خاصة أن مطالب الشعب السوري واضحة جدا، وهي إقرار دولة القانون والتداول السلمي للسلطة والشراكة في الوطن.
والفنانة أصاله تعرضت لأعنف هجوم، حيث وصل الأمر إلى اتهامها في شرفها، وقد بدأت حمله الهجوم ضدها بمجرد إعلانها تقديم أغنيه "آه لو ها الكرسي يحكي"، وجاء الرد أعنف مما كانت تتوقعه أصاله، حيث تم طرح مجموعة من الفيديوهات تهاجم أصاله على موقع اليوتيوب تحمل نفس عنوان أغنية أصالة لخداع محبيها وجرهم بطريقة بسيطة إلى مشاهدة حملة التشويه، كما تم وضع صورة لها وهي تقبل زوجها المخرج المصري طارق العريان.
من ناحية أخرى، فقد تم تدشين العديد من الصفحات على موقع "الفيس بوك" التي تهاجم الفنانين المؤيدين للثورة، بدءا بالمطالبة بسحب الجنسية السورية وصولا إلى البصق عليهم، ومنها صفحة بعنوان "معا لجمع 24 مليون بصقة على الفنانين الخونة أصحاب البيان"، وامتلأت الصفحة بالشتائم، والألفاظ النابية الموجهة إلى الفنانين، والسخرية منهم، واصفين إياهم بالخونة، والمغفلين الذين يقلدون المصريين، وأنهم اعتقدوا أن سوريا مثل مصر وتونس.
رغده وسلاف فواخرجي ودريد لحام يدعمون الأسد
الجدير بالذكر، أن الفنانين المؤيدين للنظام صاروا من المقربين، مثل رغده التي تدافع باستماتة عن النظام السوري، قائلة: "الله يحمي بشار ويحرق الناس اللي هما عبء عليه في الداخل"، وأكدت أنها ستظل دائما تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، طالما هناك قوى خارجية تحاول التدخل في شئون البلاد، مشيرة إلى أنها ستنزل للاعتصام في ساحات سوريا مع المؤيدين للنظام السوري.
وأصبحت سلاف فواخرجي من المقربين للنظام السوري بعد أن وصفت الثوار بالبلطجية، وأنها لا تتخيل رئيسا لسوريا سوى بشار، أما دريد لحام فهاجم هو الآخر الثوار، واصفا مطالبهم بالفردية، وأن بشار حقق جميع مطالبهم.