أخفقت اول صحيفة الكترونية على الجهاز اللوحي "آي باد" وبعد ثمانية أشهر من اطلاقها في استقطاب العدد المرتقب من القراء والمشتركين. ولم يتعد قراء صحيفة "ديلي" الالكترونية التي توزع على جهاز "آي باد" اكثر من 120 ألف قارئ اسبوعياً، فيما كان يتوقع روبيرت مردوخ ان يصل العدد بعد اسابيع من اطلاقها الى 500 ألف.
وأطلق روبيرت مردوخ المدير التنفيذي لمجموعة "نيوز كورب" الاعلامية الصحيفة الالكترونية في شهر فبراير، مع ستيف جوبز مدير أبل، في تطلع الى عالم ماوراء الطباعة الورقية.
وتوقع مردوخ قبل اسابيع من فضيحة التنصت التي طالت شركته في لندن، ان تستقطب الصحيفة الالكترونية القراء وتبث الروح والاهمية في الاخبار عبر تقديم محتوى متميز في صحافة جديدة.
وتهدف الصحيفة اليومية التي صدرت بداية العام الحالي إلى الجمع بين "حساسية التابلويد والصحف الرصينة" الا انه لم يتوفر منها نسخة ورقية او "طبعة ويب" بل تحمل فقط على أجهزة ابل.
ونقلت صحيفة "الجارديان" عن جون نيتي، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بوبليسيس الإعلامية قوله "ربما يكون الرقم أقل من 120 ألف قارئ اسبوعياً، لأن الكثيرين لا يستطيعون التواصل اسبوعيا مع القراءة، وبعضهم يدفع الاشتراك الاسبوعي وربما السنوي، من دون ان يقرأ (ديلي) بشكل متواصل".
وأضاف نيتي "انهم لا يذكرون لنا كم عدد المشتركين، وكم عدد القراء للصحيفة منذ إطلاقها في شهر فبراير 2011".
وتشترط صحيفة "ديلي" دفع رسوم اشتراك مقدارها 99 سنتاً لمطالعة الصحيفة على اجهزة "آي باد" لمدة اسبوع و39.99 دولار للاشتراك السنوي
ولم تعط ادارة شركة "نيوز كورب" مالكة الصحيفة ارقاماً عن عدد القراء واكتفت بذكر تحميل مليون مستخدم لتطبيقات "آي باد" حتى شهر يونيو 2011.
وعبر بول غرابوز معاون عميد كلية الصحافة في بيركلي عن عدم استغرابه لانخفاض عدد القراء للصحيفة الالكترونية.
وقال "ما أود أن أقوله اذا اخذت محتوى الصحف العامة ووضعها على شبكة الإنترنت، فانك لن تحصل وفق افضل الاحوال الا على نسبة اشتراك منخفضة".
لكن بول ليفينسون أستاذ في جامعة فوردهام قال ان "رقم 120000 ليس سيئاً لصحيفة الكترونية جديدة بعد اشهر قليلة من اطلاقها".
واضاف "ان (ديلي) انطلقت من لا شيء، وثمة مشكلة اقتصادية قائمة حول التردد في الدفع المالي على الانترنت".
وتخطط شركة "نيوز كورب" بتوسيع الاستخدامات الاعلامية في جهاز "آي باد" بمجموعة من التطبيقات خلال الاشهر المقبلة عبر استخدام موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ومحرك البحث "جوجل".
ويرى المتابعون ان مردوخ يسعى في هذه الصحيفة الى تأكيد فكرته الداعية الى فرض رسوم على "المحتوى المتميز" المقدم على الانترنت وان المستخدمين على استعداد للدفع مقابل الحصول على هذه الخدمة.
ويعتقد مردوخ ان جهاز "أي باد" سيغير قواعد "اللعبة الصحفية" ويتوقع انه سيباع منه مع نهاية العام المقبل 40 مليون جهاز الامر الذي سيدفع وسائل الاعلام الورقية الى اعادة حساباتها.
وبدأت فكرة دفع مقابل لقراءة محتوى على الإنترنت التي قادتها شركة "نيوزكورب" تثبت أقدامها ببطء وإن كان بثقة، بوصفها نموذج الأعمال التالي في الإعلام الغربي.
وسبق وان أنطلقت أول شرارات حرب واقعية من قبل ناشري الصحف الورقية باتجاه النشر الالكتروني الذي اجتاح الاسواق وغير ميزان الاعلام المعاصر.
وهاجمت رابطة ناشري الصحف الأوروبية شركة "أبل" متهمة أياها باقتطاع جزء من أرباحهم عبر التحكم باشتراك المستخدمين بالنسخة الالكترونية عبر اجهزة "آي باد".
وعبرت الرابطة عن قلقها من سعي شركة أبل إلى توجيه الاشتراكات بالنسخة الالكترونية من الصحف عبر تطبيقات "آي تيون" على اجهزة "أي باد".
واتهم الناشرون الاوربيون شركة "أبل" بمنع المشتركين بالنسخة الورقية من حق المطالعة المجانية للنسخة الالكترونية.
ويخشى الناشرون من أن لا يتمكن القراء من الاشتراك عبر مواقع الصحف.
وتحصل أبل على عمولة قدرها 30 في المئة من الاشتراكات التي تتم عبر تطبيق "آي تيون".
وسيفقد الناشرون المعلومات الشخصية للمشتركين كالسن والجنس ومكان الإقامة في حال جرت عملية الاشتراك عبر تطبيق "آي تيون" الخاصة باجهزة "ابل" وليس باستخدامات الانترنت.