أكد المخرج عبد اللطيف بن عمار، مخرج الفيلم التونسي "النخيل الثائر"، خلال الندوة التي نُظمت اليوم السبت ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي، أن "موضوع الفيلم يرتبط بالماضي، ويترك مساحة للأجيال الجديدة ليكونوا على علم بتاريخ بلادهم، فحرب مدينة "بنزرت" موضوع الفيلم والتي استغرقت يومين ونصف اليوم في أوائل الستينيات من القرن الماضي، وراح ضحيتها قرابة ال 8 آلاف شهيد، لا يعرفها أحد، وحقيقة ما حدث أثناء الحرب ما زالت مجهولة، كنتيجة لتزييف التاريخ وتجاهل القيادة السياسية للحرب التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، لافتا إلى أن الجمهور يرى الواقع من خلال السينما ولكنه ليس مؤرخا". وأضاف بن عمار، أن "المخرج لا بد أن يكون مواطنا قبل أن يكون فنانا، ولا بد أن تكون المواضيع هامة للجمهور، ويهتم المخرج بالمشكلات الأساسية للمجتمع، فكثير من الأفلام بالوطن العربي وشمال إفريقيا تتجه إلى السوق الغربية، وكأن صناع هذه الأفلام نسوا دورهم وواجبهم أمام الجمهور العربي وبالتحديد في تونس، مشيرا إلى أن الفن في تونس في الفترة الأخيرة تحول من سلعة تجارية إلى ثقافية، رغم عدم وجود عدد قاعات سينمائية كافية لعرض الأفلام، فتونس بأكملها لا يوجد بها سوى 6 سينمات فقط، فالسينما العربية ليست كالأمريكية، والتي يسيطر عليها تجار العالم.
ومن جانبها، قالت ليلى واز بطلة الفيلم: "انتظرت الفيلم 9 سنوات على وعد من مخرجه بأن يقدمني في تجربة مثل هذه، فالمخرج يحترم الموهبة، وترك لي الفرصة لتطبيق ما درسته بمعهد الفنون المسرحية."
وأشارت ليلى إلى أن "موضوع الفيلم يمسها لأنها أستاذة بمعهد الفنون المسرحية ودرست عامين في بنزرت، فالتاريخ يجهله حتى أهالي بنزرت، وليس هناك سوى مقبرة باردة فارغة ليس بها إلا جثة لشهيد واحد هي الذكرى الوحيدة لهذه الحرب، مضيفة، أنها فخورة بأن هذا الفيلم تم تصويره قبل أحداث الثورة التونسية، حتى نعرف ماضينا لنتقدم في حاضرنا".