في تضارب واضح للتصريحات حول نتائج الزيارة التي قام بها الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى سوريا، والتي التقى خلالها بشار الأسد، الذي يواجه انتفاضة شعبية تسعى لحمله على الرحيل من كرسي الحكم الذي ورثه عن والده، قال العربي إن زيارته كانت ناجحة بعد أن وافق الأسد على الإصلاح، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن الأخير طالب الأمين العام للجامعة العربية بعدم الانسياق وراء التضليل الإعلامي. العربي كان قد وصل إلى دمشق حاملا مبادرة صاغها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير بالقاهرة، والذي عقد للبحث عن تسوية للأزمة السورية، وسط شكوك بنجاح المهمة في ظل استمرار الحملات الأمنية على المحتجين، وتباعد المواقف بين النظام والمعارضة السورية. وكان من أبرز بنود المبادرة: الوقف الفوري للعنف، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتشكيل حكومة وحدة وطنية ترأسها شخصية مقبولة من جميع الأطراف، وإجراء انتخابات رئاسية تعددية عام 2014، وهو العام الذي من المقرر أن تنتهي فيه الولاية الحالية لبشار الأسد. الأنباء نتائج الزيارة جاءت متضاربة، فالعربي قال إنه اتفق مع بشار الأسد على خطوات للإصلاح في سوريا، وإن الرئيس السوري أطلعه على سلسلة من الإجراءات والمراسيم والقرارات التي أصدرتها الحكومة السورية، وأضاف أنه حث الرئيس السوري على الإسراع في خطط الإصلاح من خلال جدول زمني يجعل كل مواطن سوري يشعر بأنه انتقل إلى مرحلة جديدة، وعلى ضرورة اتخاذ إجراءات تكفل الخروج من الأزمة الحالية، وحقن دماء الشعب السوري، وتحقيق أهدافه التي يسعى لها في الإصلاح، ودرء المخاطر التي يتعرض لها". لكن الرواية الرسمية السورية جاءت معاكسة تماما لتصريحات العربي، فوكالة "سانا" الرسمية للأنباء قالت إن الأسد دعا العربي إلى ضرورة عدم الانسياق وراء ما سمته "حملات التضليل الإعلامي والتحريض التي تستهدف سورية"، ونبهه إلى ما يجري من تزوير للحقائق في محاولة لتشويه صورة سورية وزعزعة الأمن والاستقرار فيها!