الارتباك يسيطر على سوق الأغنية خلال الفترة الأخيرة هذا هو العنوان الرئيسى الذى يجب أن نضعه وتحته مائة خط لوصف المشهد الغنائى سواء خلال موسم الصيف المنتهى أو خلال فترة عيد الفطر. شركات تعلن عن طرح ألبومات ثم نفاجأ بتأجيل دون مبرر منطقى. وألبومات أخرى لم تكن مدرجة فى الخطط سرعان ما تجدها فى الأسواق. هذا المشهد تكرر أكثر من مرة هذا العام. فى النصف الأول من العام ربما كانت الشركات معذورة لأن الثورة المصرية كانت تشغل الرأى العام. لكن فى موسم مثل عيد الفطر فالأمر كان يجب أن يكون مختلفا. لكن حتى هذا الموسم لم يسلم من المشاكل الاقتصادية المرتبطة بحركة البيع والشراء وأمور أخرى إدارية خاصة ببعض دول الخليج أدخلته دوامة الارتباك. عمرو دياب ومحمد منير وآمال ماهر ووائل جسار ووردة ألبومات كان من المقرر طرحها خلال فترة العيد. واستعدت الأسواق لاستقبالها والجماهير لاقتنائها أو على الأقل تحميلها من المواقع الغنائية المنتشرة على الإنترنت. لكن طال الانتظار ومع ليلة الوقفة أيقن الجميع أن أحلامهم تبخرت حيث لم يطرح سوى ألبوم وائل جسار فقط. ودخلت باقى الأعمال دائرة التأجيل. عمرو دياب ووردة أجلتهما روتانا أملا فى أيجاد فرصة أفضل لطرح الألبومين خاصة أن عمرو دياب دائما ما يحاول أن يتواجد فى توقيت مناسب حتى يحقق الألبوم الصدى الذى يتناسب مع جمهوريته خاصة أنه لم يصدر ألبوم كامل منذ عامين واكتفى بمينى ألبوم العام الماضى بعنوان «أصلها بتفرق». والذى يؤكد ذلك الأمر أن عمرو انتهى من الألبوم واستقر على اسمه «بناديلك تعالى» تأجيل ألبوم عمرو ربما يفتح السكة مرة أخرى أمام إعادة فتحه مرة أخرى خاصة إذا طرح فى بداية الشتاء كما كان يفعل فى الماضى لوضع أغانٍ تتناسب مع فصل الشتاء وهذا الأمر تكرر مع عمرو أكثر من مرة ومع أكثر من منتج حيث كان يعيد النظر فى الأغانى بعد تسليم الماستر أما وردة فالشركة تتلمس التوقيت المناسب لها خاصة أنها أنفقت الكثير عليه ما بين أجر وردة والأغانى التى سجلتها والألبوم يحمل اسم «اللى ضاع من عمرى». محمد منير أيضا بتعاقده الجديد مع شركة ارابيا أصبح طرح ألبومه مجرد وقت بعد ان أعلنت الشركة عن طرحه ثم عادت وأجلته. وربما يستغل منير جولته الأوروبية المقبلة لإعادة النظر فى التنفيذ الموسيقى الخاص بالألبوم وفقا لما يحدث فى السوق الأوروبية. وجاءت الأحوال والظروف التى تمر بها مصر حاليا كأحد الأسباب الرئيسية للتأجيل إلى جانب الأسباب الشخصية والإنتاجية لكل شركة على حدة. فالشركات ترى أن الأسواق العربية والمصرية غير مهيئة. مصر مازالت مشغولة بتبعات الثورة وسوريا مازالت تكافح ضد النظام وليبيا مازالت تبحث عن العقيد فى الخنادق والأزقة وبالتالى فالمشرق والمغرب العربى مازالت مشغولة بهذه الثورات. هناك أسباب أخرى تنطبق على ألبوم آمال ماهر الذى كان قد اعد للطرح لكن تأخر عمل المكساج وتصوير الكليب أدى إلى تأخر الحصول على تصاريح التداول فى المملكة العربية السعودية بسبب الاعتكاف خلال العشرة الأواخر من رمضان. ونفس الأمر فى الإمارات العربية وبالتالى لا يمكن طرح الألبوم فى مصر دون طرحه فى الخليج لان هذا الأمر سوف يضرب السوق الخارجى لان مواقع القرصنة سوف تطرحه وبالتالى لن يجد صدى بالنسبة للنسخة الأصلية. وبالتالى اضطرت الشركة للتأجيل لما بعد العيد بأسبوع. واعتبرت شركات الإنتاج أن الحالة المادية للمواطن المصرى تأثرت بالاستعدادات للعيد وقبله رمضان نتيجة المتطلبات الخاصة بهاتين المناسبتين. إذن فالحسبة الاقتصادية الخاصة بالأسرة المصرية تم وضعها فى بؤرة الاهتمام. أما الناجى الوحيد من عملية التأجيل فهو وائل جسار الذى طرح الألبوم والذى تضمّن 14 أغنية كتبها نبيل خلف، ومحمود الشاذلى، ونادر عبدالله، وبدر جميل أحمد، ومنير بوعساف، ومحمد البوغه... لحنها كل من وليد سعد، ومحمد يحيى، وسمير صفير، وياسر جلال، ووسيم بستانى، ومحمود خيامى. ويعبر وائل جسار عن فرحته «بردود الأفعال التى بدأت تصله عن نسبة المبيعات ولا ينفى الفنان اللبنانى أن موعد طرح العمل كان جريئا بعض الشىء، وقال لا شك فى أن الوضع فى العالم العربى غير مشجع، لكن لا بد للحياة من أن تستمر وألا نتوقف عن البحث عن أسباب الفرح.. كل ما أردته هو أن أمنح الناس الأمل».