التقى الشيخ يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين فى القاهرة بمحمد مهدى عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، عقب عودته من «المؤتمر الشعبى العالمى لنصرة فلسطين»، الذى عقد فى مدينة إسطنبول التركية نهاية الشهر الماضى. وقالت مصادر مقربة من الاثنين، إن القرضاوى أشاد خلال هذا اللقاء بقرار عاكف بالتقاعد عقب انتهاء مدة ولايته الحالية فى مطلع العام المقبل، ووصف القرار بالشجاع الذى لا يخرج إلا من رجل شجاع. مطالبا مرشد الإخوان بالمضى قدما فى تنفيذه وعدم العدول عنه تحت أى ضغوط، حتى يحقق سابقة تعد الأولى من نوعها على مستوى الحياة السياسية فى مصر، ولإرساء مبدأ تداول السلطة التى تطالب به جماعته. من جهته عرض عاكف على القرضاوى أصوات بعض قيادات الإخوان الرافضة للقرار، ومنهم يوسف ندا الذى طالبه بالعدول عن قراره ووصفه بالخاطئ، إلا أن الأخير طالبه بعدم الالتفات لتلك الأصوات وعدم التراجع تحت أى ظرف حتى يخلق نموذجا يحتذى به داخل الجماعة التى لم تشهد مرشدا سابقا. وكشفت مصادر ل«الشروق» أن الكثير من قيادات الإخوان حاولوا إثناء عاكف عن قراره حتى لا تحرم الجماعة من خبراته، وبوصفه يلقى إجماعا داخل تيارات وأجنحة الإخوان المختلفة، مشيرة أن من أبرز تلك الأصوات يوسف ندا الملياردير الإخوانى الذى يعيش فى الخارج وصديق عاكف الذى وصف القرار بالخاطئ فى فلسفته وفى توقيته. وكانت التصريحات التى نسبت لعاكف منذ شهرين، عن تقاعده بعد انتهاء فترة ولايته الحالية مطلع العام المقبل، قد أثارت جدلا داخل صفوف جماعة الإخوان وخارجها بين مؤيد ومعارض. وتصاعد هذا الجدل عقب نشر «الشروق» للتعديلات التى تجريها الجماعة على لائحتها الداخلية والتى بدت وكأنها محاولة لإعادة ترتيب البيت الإخوانى من الداخل قبيل رحيل عاكف من موقعه. ويعد الشيخ القرضاوى المرجعية الفقهية لجماعة الإخوان المسلمين، بالرغم من تركه العمل التنظيمى فى الجماعة منذ سنوات، وطلب من القرضاوى تولى منصب المرشد العام للجماعة عقب وفاة المرشدين السابقين (مصطفى مشهور ومأمون الهضيبى) لكنه رفض.